صُنِّفَ في علم الحديث وشرف أهله كتب حسنة مهمة، كتاب الإمام الحافظ الطبراني "العجم الصغير"، الذي يعتبر من الكتب التي اعتنت بذكر الأحاديث الغرائب، وبيان وجه الغرابة، وقد ذكر الطبراني في معجمه هذا فوائد مشايخه الذين كتب عنهم بالأمصار، وخرّج عن كل واحد منهم حديثاً، وجعل...
صُنِّفَ في علم الحديث وشرف أهله كتب حسنة مهمة، كتاب الإمام الحافظ الطبراني "العجم الصغير"، الذي يعتبر من الكتب التي اعتنت بذكر الأحاديث الغرائب، وبيان وجه الغرابة، وقد ذكر الطبراني في معجمه هذا فوائد مشايخه الذين كتب عنهم بالأمصار، وخرّج عن كل واحد منهم حديثاً، وجعل أسماءهم على حروف المعجم، كما تعلم على أحوال بعض الرواة جرحاً وتعديلاً، ووضح أسماء بعض من ذكر بكنيته، وأزال اللبس عن بعض الأسماء المتشابهة، إلى غير ذلك. وقد أفرد الحافظ الهيثمي زوائده على الكتب الستة مع زوائد "المعجم الأوسط" في كتابه "مجمع البحرين"، حيث خرّج فيه ما انفرد به الطبراني في المعجمين عن الكتب الستة من حديث بتمامه، أو من حديث فيه بعض الزيادة عليهم، منبهاً على ذلك بقوله: أخرجه فلان خلا كذا، أو ذكرته لأجل كذا... فأخرج الهيتمي تلك الأحاديث وقسمّها على الكتب، فبدأ بكتاب الإيمان، وانتهى بكتاب الزهد، ثم قسّم كل كتاب على الأبواب الفقهية، وترجم لكل باب ترجمة دقيقة. وقد كثرت نقول أهل العلم وإستفادتهم من هذا الكتاب جداً لا سيما كتب التخريج، وما يضمه هذا الكتاب الذي نقلب صفحاته إنما هو نسخة خطية نفيسة جداً لهذا السفر، وهي نسخة كاملة، واضحة الخط، كتبت عناوينها بخطّ مغاير، وقد قرئت هذه النسخة على كبار المحدثين في عصرهم، والذين ردوا "المعجم الصغير" بالسند المتصل إلى مصنفه الحافظ أبي القاسم الطبراني، ومن أبرزهم الحافظ زين الدين العراقي، وعليها سماعات وبلاغات وخطوط كبار الأئمة، كعلي بن عبد الكافي السبكي، وعلي بن عثمان المارديني، ويوسف بن أحمد الأنصاري، والحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن خليل الدمشقي، وتقي الدين الحريري الشافعي، ومحمد بن أحمد بن عبد الله الخضيري، وغيرهم. وقد كتبت هذه النسخة في حلب، وكتب في آخرها اسم ناسخها وتاريخ نسخها، أحمد بن دواوين عثمان، 11/ ربيع آخر / 624هـ، وهي مصورة عن الأصل الخطي الموجود في المكتبة الازهرية تحت رقم (983) خصوصي، (10620) عمومي، عدد أوراقها (133) ورقة، وعدد أسطرها (25) سطراً، ومتوسط عدد الكلمات في السطر الواحد (15) كلمة تقريباً. هذا وقام نظام محمد صالح اليعقوبي بطباعة هذه النسخة الخطية من كتاب "المعجم الصغير" للطبراني، وإخراجها في هذا المصنف، في هذه الطبعة لعدة أسباب أهمها: أولاً: المنزلة العلمية المرموقة للحافظ الطبراني بين علماء الحديث، ثانياً: مكانة "المعجم الصغير" بين علماء الحديث قديماً وحديثاً، ثالثاً: القيمة الفريدة لهذه النسخة الخطية، فقد قرئت على الحافظ العراقي، وذُيِّلت هوامشها بسماعات وبلاغات كبار العلماء الأعلام، رابعاً: تعتبر هذه النسخة النفيسة أصلاً ومرجعاً لطلاب العلم الشرعي عند إختلاف النسخ المطبوعة التي بين أيديهم، خامساً: إن هذه النسخة الخطية مفيدة لكل من له إهتمام بالمخطوطات العربية والإسلامية، حيث أنها تعدّ مثالاً حيّاً لكل من يريد التعرف على المنهج الذي كان يتبعه العلماء في نسخ الكتب ومقابلتها، وغير ذلك مما يتعلق بهذا الفن. أما ما يتعلق بعملية الإفراج في هذه النسخة النفيسة فهو يتلخص فيما يلي: 1-إضافة ترقيم متسلسل للصفحات أسفل كل صفحة من صفحات المخطوط، 2-إضافة أرقام للأحاديث في هامش المخطوط، وذلك بالإعتماد على ترقيم نسخة "المعجم الصغير"، المطبوعة في المكتب الإسلامي ببيروت بتحقيق محمد شكور، محمود الحاج أمرير، 3-إضافة أرقام لاتينية لأحاديث "الأربعين البلدانية" التي انتقاها الحافظ الذهبي، 4-تذييل هذه النسخة بفهرس من شيوخ الطبراني، وفهرس أطراف الأحاديث، وفهرس المسانيد، وفهرس الموضوعات، 5-كتابة مقدمة تشتمل على تعريف موجز بالكتاب، وبمنهج العمل في طبع هذه النسخة، مع إثبات ترجمة للطبراني، ووصف للنسخة الخطية.