تعد مخطوطة " نصائح الإمام الخريشي إلى ولادة أمور المسلمين " كنز من كنوز بيت المقدس المخطوطة ، وأثر نفيس من آثار الحنابلة في الفقه السياسي الإسلامي ، ينم عن علم راسخ واطلاع واسع ، وواقعية في معالجة الأمور النازلة ، وفق الأدلة الشرعية والأصول الكلية الراسخة في الدين الإسلامي...
تعد مخطوطة " نصائح الإمام الخريشي إلى ولادة أمور المسلمين " كنز من كنوز بيت المقدس المخطوطة ، وأثر نفيس من آثار الحنابلة في الفقه السياسي الإسلامي ، ينم عن علم راسخ واطلاع واسع ، وواقعية في معالجة الأمور النازلة ، وفق الأدلة الشرعية والأصول الكلية الراسخة في الدين الإسلامي الحنيف في المجال السياسي والإقتصادي والإجتماعي ، مع ملاحظة أحوال النفوس وأمراض القلوب ، خطتها يد إمام الحنابلة في المسجد الأقصى المبارك ، العلاّمة الفقيه القاضي شمس الدين محمد بن أحمد بن سالم الخريشي الحنبلي المتوفي سنة ( 1001 ه ) ، الذي جعلها على خمس نصائح أو شكاوى رفعها إلى والي الشام العثماني سليمان باشا بن قُباد باشا واشتملت النصائح : شأن الأعراب ، شأن الضجق ، والصوباشية واللاوندية ، والثمارية . كما اشتملت أموراً في شأن القضاء ، ونواب القاضي والرعية واليهود والنصارى . من هنا يمكن اعتبار هذه ( النصائح ) من الوثائق التاريخية الفريدة فيما يتعلق بالديار المقدسة وما حولها كالخليل وغزة والكرك والشوبك وعجلون ونابلس وغيرها في القرن العاشر الهجري . وسيتبيّن للقارىء أن الخريشي كان إلى دراية واسعة بمختلف علوم الشرع والسياسة والتاريخ . ولعل ذلك أهّلَهُ لإبداء النصح إلى أولي الأمر ، راجياً تطوير النظام الإداري ، وذلك بتوحيد بعض الولايات ، وبتخلّي الدولة عن سياسة الإصغاء إلى آراء الولاة والقضاة الأتراك وإهمال غيرهم من الأعراق الأخرى . ولأهمية هذا ( المخطوط ) دأب على دراسته وتحقيقه الأستاذ بشير بن عبد الغني آل بركات ويوسف بن محمد الأوزبكي فجاء الكتاب على قسمين ؛ القسم الأول : الدراسة وفيها : 1- ترجمة صاحب النصائح الشيخ محمد الخريشي ، 2- ترجمة سليمان باشا بن قُباد باشا الوالي الذي وجِّهت له النصائح ، 3- وصف نصائح الإمام الخريشي ومميزاتها والملاحظات عليها ، 4- وصف النسخة المخطوطة الفريدة ، والقسم الثاني : وفيه متن الكتاب محققاً وصور المخطوط الأصلي .