في هذا الكتاب يدرس الأستاذ عبد الكريم عيد الحشاش"فنون الأدب والطرب" عند قبائل النقب، وهذه الفنون هي "البدع" ، "الرزع" و"المربوعة" . هي في مادتها ألوان من القول المرتجل، تمتاز ببساطة التفاؤل والتعبير المباشر عن عواطف وأفكار مبدعيها، وهي فنون شعبية منتشرة بين قبائل البدو التي...
في هذا الكتاب يدرس الأستاذ عبد الكريم عيد الحشاش"فنون الأدب والطرب" عند قبائل النقب، وهذه الفنون هي "البدع" ، "الرزع" و"المربوعة" . هي في مادتها ألوان من القول المرتجل، تمتاز ببساطة التفاؤل والتعبير المباشر عن عواطف وأفكار مبدعيها، وهي فنون شعبية منتشرة بين قبائل البدو التي تعيش في بادية النقب وبئر السبع وشمالي سيناء، يتعاطاها الناس تعبيراً عن انفعالاتهم وترويحاً لنفوسهم في المناسبات التي تعرض لهم في حياتهم، وقد انتقلت هذه الفنون مع هجرة عائلات من قبائل النقب شرق الأردن وغربه. وللإحاطة أكثر بهذه الفنون، يسجل المؤلف بأمانة نصوصاً من تلك الفنون، التي قيلت في أوساط تلك البادية في أوقات متفاوتة منذ مطلع هذا القرن وحتى العصر الحاضر، وقد حرص على شرح مفرداتها، وأحياناً إلى توضيح خلفية القول أو مناسبته، وكان مصدره الأوحد الشعراء والرواة، مع تنويه المؤلف بأنه لم يجد من هذه الفنون مكتوباً في مصادر إلا ثلاثة أبيات ذكرها أحمد وصفي زكريا في كتابه "عشائر الشام". سيجد القارىء للكتاب نوعاً من الأشعار التي يرتجلها الرجال في النقب أثناء اللعب والتصفيق، وليس الشعر أو القصيد الذي يؤديه الشاعر بمفرده أو مترافقاً مع الربابة، ويستمد هذا النوع من الفنون أهميته أي - البدع والرزع والمربوعة - قيمته الخاصة من تعبيره المباشر البسيط عن حياة الناس في إطار ىبيئتهم، حتى أن كثيراً من مواضيعه تدور حول وقائع الحياة اليومية، وتصوير الأماكن والشخصيات والأشياء تصويراً يكشف عن طرق التفكير وأساليب المعيشة، ولهذا، يمكن اعتباره وثيقة حيّة عن هذا العالم الخاص بالبدو في عملهم ولهوهم ومراحهم.