يقول المؤلف العلامة محمود حمزة الحسيني الحنفي في مقدمة كتابه: "لما تطفلت مع قله البضاعة، وعدم البراعة في الصناعة، وصرفت وقت ما في تفسير كلام الملك العلام، ناقلاً أصحّ أقوال العلماء الأعلام، وملتزماً مهل الحروف والقوالب، وحين كتبت منه مقداراً تأملت فيه وقد أبطأ سير القلم...
يقول المؤلف العلامة محمود حمزة الحسيني الحنفي في مقدمة كتابه: "لما تطفلت مع قله البضاعة، وعدم البراعة في الصناعة، وصرفت وقت ما في تفسير كلام الملك العلام، ناقلاً أصحّ أقوال العلماء الأعلام، وملتزماً مهل الحروف والقوالب، وحين كتبت منه مقداراً تأملت فيه وقد أبطأ سير القلم عما كنت أعهده؛ لعدم إحراز القدم الكافي من رديف الكلمات التي هي المدار في تفسير وحل الآيات الكريمة؛ أحببت أن أجمع كراسة تشتمل على الكلمات المعجمة من المهمل، ليسهل سير قلمي الضئيل، وتكون عوناً لكل من حاول نظماً أو نثراً من هذا القبيل، مما لم أسبق إليه، ولم يحم قبلي طائر مصنّف عليه، وسميتها: "دليل الكمّل إلى الكلام المهمل". وقد مثلت رسالة العلامة الحمزاوي هذه لبنة من اللبنات التي أضيفت إلى لبنات غيره من العلماء، فقد أضاءت جانباً من جوانب اللغة العربية، وأبانت عن كنز خفي قلّما يدركه أحد من أبنائها، فهي اللغة الحيّة التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب، وصرف ونحو، وأدب وخيال، فأراد بتأليفه هذا تنبيه السامع إلى ما تضمنته اللغة من الفوائد. وقد انتخب ما حرر فيه من الألفاظ المترادفة من كتب عديدة كــ"القاموس"، و"المصباح المنير"، و"الصحاح"، و"المختار"، و"الكليات"، و"تعليقات الراغب"، و"تحبير الموشين"، للفيروز آبادي، وربما ذكر بعض الكلمات في غير بابها نظراً لصورتها الحاضرة، تسهيلاً للمراجعين، ذاكراً بأنه وأن خالف في ذلك الأئمة اللغويين. وإلى هذا، فإن المؤلف إنما هو نابغة الشام وفقتيها محمود بن محمد نسيب بن حسين وهكذا إلى أن يعود بنسبه إلى الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن زين العابدين ابن سيد الشهداء الحسين المبسط رضي الله عنه، الشهير بابن حمزة الحسيني، وأصل أسرته من حران، هاجرت إلى دمشق منذ قرون، وتولت نقابة الأشراق لعدّة أجيال، حتى عُرفت بيت النقيب، ولد سنة (1236هـ) ونشأ في حجر والده، ودخل المدرسة سنة (1248هـ)، أخذ عن أجلاّء علماء دمشق، فكان عالماً جليلاً متفنّناً، له إلى جانب ما تلقاه من المشايخ مطالعات قوية في التصوف، كما أنه يرع في الأدب، وتضلَّع باللغة التركية حتى كاد يعدّ من أدبائها. تولى النيابات الشرعية سنة (1260هـ) في محكمة البزورية، ثم في محكمة السنانيّة، ثم في محكمة الباب الكبرى، وفي سنة (1267هـ) عيّن مديراً لأوقاف الشام، وبعدها بسنة فُوضّت إليه رئاسة مجلس الزراعة، وتقلّب حتى تولّى إفتاء الشام سنة (1284هـ)، وظلّ في الفتوى حتى آخر عمره، وقد اشتهرت براعته بالفتوى في أمصار السلطنة، فكان يُستغنى منها، بل ومن البلاد الغربية. توفي في سنة 1305هــ، كان يوم وفاته حافلاً، أحاط بنعشه العلماء والأشراف، ومشى وراءه الأمراء والأعيان، والخاصة والعامة، قال الشيخ جمال الدين القاسمي: حضرت الصلاة عليه بجامع بني أميه ودفنه في مقبرة أدريس، وكان الجمع متوافراً.