يشكل هذا الكتاب خلاصة التجربة الروحية والإيمانية لمحمد صادق باشا خلال سفره إلى الأقطار الحجازية لتأدية فريضة (الحج) جاءت على شكل يوميات يصف فيها رحلته إلى الديار المقدسة وليكون كما أراده الكاتب "دليلاً مختصراً للأمة المحمدية، ولم اذكر إلا ما شاهدته، أو ممن اعتقد صدقه...
يشكل هذا الكتاب خلاصة التجربة الروحية والإيمانية لمحمد صادق باشا خلال سفره إلى الأقطار الحجازية لتأدية فريضة (الحج) جاءت على شكل يوميات يصف فيها رحلته إلى الديار المقدسة وليكون كما أراده الكاتب "دليلاً مختصراً للأمة المحمدية، ولم اذكر إلا ما شاهدته، أو ممن اعتقد صدقه سمعته، فإن الكلام البسيط عادتي، وقول الحق من غير مبالغةٍ سجيّتي (...) "وقد تيسر لي في سفري سنة (1297) هجرية؛ أعني: سنة (1880) ميلادية أخذ المناظر المقدسة بالبلدتين المشرفتين بواسطة الآلة الفتوغرافية، حيث لم يسبق لأحدٍ غيري، مُنِحتُ بسبب ذلك بميدالية من الذهب، ومن الدرجة الأولى بمعرض نيزيا سنة (1881)م. والكتاب في مضمونه هو جمع لثلاثة أعمال ألفها محمد صادق باشا عن فريضة الحج أثناء عمله وعنها يقول: أحدها: جريدة إستكشافية من الوجه إلى المدينة، ومنها إلى ينبع البحر حيث كنتُ مهندساً بمعيّة المرحوم سعيد باشا والي مصر، وتبعته في سفره إلى المدينة في رجب سنة (1277) هجرية. وفي سنة (1297) هجرية تعينت أميناً للصّرة، وتوجهت مع المَحْمِل في شهر شوال بطريق البحر، وعند عودتي ألفت كتاباً في كيفية الحج ومعالم الطريق، وسميته بـ "مِشْعَل المحمِل". والثالث: بتلك الوظيفة ايضاً بطريق البحر في ذي القعدة سنة (1302) هجرية، وسميته: "كوكب الحج"، شارحاً سير المَحْمِل من يوم خروجه من مصر المحروسة إلى وصوله مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعودته إليها ...". وهكذا يأت المؤلف على وصف رحلته في طريقه للحج فيسجل مشاهداته للأراضي والبلاد وحركة العباد في عاداتهم وتعدادهم، وكيفية الحج ومناسكه، ووصف للحرمين الشريفين، مع الرسم لهما، بالإضافة إلى ملحق صور عن موكب المحمل بمكة وجامع الخيف والحطيم وباب شيبة وزمزم.