"جذور الكلام العامي" لمؤلفه محمد كمال، هو حواشي وتعليقات على "موسوعة حلب المقارنة" للعلامة الأسدي خير الدين، ويتضمن صيغ كلامية عند العامة، من حكم وأمثال وتهكمات وغيرها، ليست وقفاً على أهل حلب أو سكان بلاد الشام، بل تمتد إلى مصر والحجاز ونجد والكويت والعراق والمغرب، لا بل،...
"جذور الكلام العامي" لمؤلفه محمد كمال، هو حواشي وتعليقات على "موسوعة حلب المقارنة" للعلامة الأسدي خير الدين، ويتضمن صيغ كلامية عند العامة، من حكم وأمثال وتهكمات وغيرها، ليست وقفاً على أهل حلب أو سكان بلاد الشام، بل تمتد إلى مصر والحجاز ونجد والكويت والعراق والمغرب، لا بل، تتجاوز هذه البلاد إلى عوام أهل الأندلس، ولا غرابة، فالتراث مشترك، واللهجات متقاربة، والإختلاط السكاني مستمر.
ولهذا يبحث مؤلف الكتاب في الآلية التي خضعت لها الصيغ القديمة من أحكام وأمثال حتى إنتقالها إلى وقتنا الحاضر، ثم يبحث عن القيمة الكامنة التي جعلتها تحتفظ بفتونها وتمكنها على مرّ السنين، فجاء الكتاب في صيغته النهائية مرتباً (جذور الكلام العامي) بحسب الترتيب المعجمي من الألف إلى الياء، حيث يبحث في المعنى اللغوي في الكلمة والعبارة، وعمن قالها وأوردها في متونه، ويبدأ بتفسيرها مع الأمثلة.
مثال على ذلك: (الأحَمض): اسم التفضيل من حَمض الطَعمُ: كان حامضاً، ومن أقوالهم: أحمض ما عندك صبّ، أي هاتِ أيها المستهين بنا أسوأ ما لديك من الرذائل وأحط ما عندك من النقائص، فإننا لك بالمرصاد، فعبروا عن ذلك بالحموضة التي هي طعم قريب من الخل، فهي واخزة غير مقبولة، لذلك يقولون: فلان نفسو حامضة، أي كثير العبوس... وعلى هذا الدرب تسير الصيغ الكلامية عند العامة التي يدرسها هذا الكتاب.