يقول المترجم صاحب هذا الكتاب في مقدمته: فلما كان حفظ حقوق الأصول من أجل المحصول، وبرّ الآباء من وظائف الأبناء، أحببت ان اترجم حضرة سيدي الجدّ المرحوم، السيد الشيخ رجب، وبعض ذريته أعالي الرتب، بكتاب يشتمل على شريف نسبه، ويحتوي على ما وصل إليّ من مناقبهم ومناقبه، ولم أزل أقدم...
يقول المترجم صاحب هذا الكتاب في مقدمته: فلما كان حفظ حقوق الأصول من أجل المحصول، وبرّ الآباء من وظائف الأبناء، أحببت ان اترجم حضرة سيدي الجدّ المرحوم، السيد الشيخ رجب، وبعض ذريته أعالي الرتب، بكتاب يشتمل على شريف نسبه، ويحتوي على ما وصل إليّ من مناقبهم ومناقبه، ولم أزل أقدم رجلاً وأؤخر أخرى إلى أن ظهر لي أن جمعي لذلك بالصواب أحرى، فعند ذلك شرعت فيما أحببت ونويت... وسميته "بلوغ الأدب في ترجمة السيد الشيخ رجب وذريته أصل الحسب"... والسيد الشيخ رجب هو الحسيني الراوي الشافعي القادري، نجل المولى الذي يطرب ذكره... الشيخ حسن الراوي ثم البصري. تربى الشيخ رجب بتربية والده الشيخ حسن وليس منه الخرقة، وكان له في الطريقة الشريفة الرفاعية عدة مشايخ، وكان من كبار العارفين، ومن الأقطاب الواصلين، قطع جميع عمره بالعبادة والطاعة من الصيام والقيام وإرشاد الأنام، وكان غالب أوقاته الإعتزال عن الناس في خلوته المعروفة بجنب جامعه الذي يسفح جعل راوه، مهاباً في أعين الناس، ومع إنبساطه للجلاس، ضخم البدن، وهو إلى القصر أقرب، وكان كثيراً ما يتلطف بالفقراء والضعفاء والأطفال، وربما يمزح معهم، وكان من الزهد على جانب عظيم، عرض عليه الأعقار والمزارع فلم يقبل، ولم ينقل عنه أنه اشتغل بعمارة دار ولا عقار سوى بجامعه الذي سبق ذكره، وكان له قطعة أرض في مزارع راوة، يأتيه منها غلة تقوم بحاجته بلا مشقة، كعادة أهل هذه القرية، ولما توفاه الله تعالى دفن خارج قرية راوة في ذروة الجبل، وبنيت عليه قبة، وبجنبها مسجد للصلاة على الجنائز في وقت المطر، أو لحضور وقت المكتوبة لمن يشيع الجنائز حيث أنه حدثت حوله مقبرة منورة، وإلى الآن ما زال مرقد السيد الشيخ رجب يزار ويتبرك به، ويتأمل الأسلاف أباً عن جد أن للسيد الشيخ رجب في البصرة عقب، وقد انتسب له أكثر أهالي راوة وعانة، وما حولها، وكثير من أكابر البلاد والعشائر في الطريقة العليّة الرفاعية والقادرية، ومنهم أحد رؤساء جشعم الشيخ درح، وقد رحل إلى راوة واستوطنها، وبقي بخدمة السيد المشار إليه، ولم يزل أولاده عقباً بعد عقب في موالاة ومحبة آل الشيخ رجب، منهم الآن جماعة في راوة، وبعضهم رحل إلى سنجق الزور، وبعضهم نزل جهة تلعفر، وقد استوطن راوة كثير ممن انتسب له... ثم تأتي ترجمة السيد الشيخ والد السيد الشيخ رجب الذي لم يتم الوقوف على سنة ولادته ولا سنة وفاته، ولا على محل مرقده، والذي أعقب ولدين محمد والسيد رجب صاحب الترجمة، وهؤلاء أعقبوا ذرية وهكذا... وقد أتي على ذكر ذراريهم وأعقابهم جميعاً، والذين تم التأكد والوقوف على معرفتهم من ذرية الشيخ رجب الكبير الراوي الرفاعي وأخيه السيد حسن.