إن العالم في مرحلته الراهنة التي تمرّ بها الأمة الإسلامية... أفراداً ومجتمعات، آحاد وجماعات... الرابط بينهم الصلات الدينية الإسلامية، والعلاقات الإجتماعية، والروابط الحضارية والإنسانية... إنها من التاريخ بمكان، وإنها من إمكانية الإنحراف الهائل عن المنهج القويم، والصراط...

إن العالم في مرحلته الراهنة التي تمرّ بها الأمة الإسلامية... أفراداً ومجتمعات، آحاد وجماعات... الرابط بينهم الصلات الدينية الإسلامية، والعلاقات الإجتماعية، والروابط الحضارية والإنسانية... إنها من التاريخ بمكان، وإنها من إمكانية الإنحراف الهائل عن المنهج القويم، والصراط المستقيم مما كان في المشاهدة دليلاً ساطعاً، وحقيقة دامغة.
على أن تلك الأمة، وهم اليهود يلعبون دوراً قذراً في التاريخ، وعلى أمد عمره وصفحاته، بنو إسرائيل بالوجه الجديد، أو اليهود بصفحتهم الجديدة، لا يختلفون عن سلفهم الذين عبدوا العجل، وأضلهم السامري، ولا الذين اعتدوا في السبت فكان أعمامهم القردة وأخوالهم الخنازير...، ولا على الذين لعنوا على لسان داود وعيسى بن مريم؛ ذلك بما عصوا وكان يعتدون، وهم صدقاً حفدة وورثة قتلة الأنبياء والمرسلين، وأجرأ أمة على الله ورسله... أهل التيه والسي والفساد والإلحاد، ورثة أعداء الملائكة والمصلحين.
إن قبل هذه الأمة سفهاً وجهلاً تتمعن ولا تتدبر حقيقة وجودها، ومجريات سير مناهجها، بل إنه من الفعلة بمكان أن نرى مقادير الله تعالى كيف تجري عليها... فتتعظ، وكيف أن مثل الذين ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم بالأمس هم أنفسهم اليوم وغداً، وكيف ستكون عاقبة المفسدين، وكيف تكون عاقبة المجرمين، يهود الأمس هم يهود اليوم...، فالأجداد لا يختلفون عن الأحفاد، أدعياء المختارية، وأدعياء الإصطفاء، وهم أهل السخط وغضب الله تعالى ولعنته...
يهود الأمس هم يهود اليوم...، فالأقلام هي نفسها الأقلام التي حرفت الكتاب، وبدلت في الميزان والعدل، فالذين اعتدوا على حرمة الله تعالى، وحرمة رسالاته، وسوّدت أقلامهم ما لم ينزل الله تعالى به آية أو حجة أو برهان أو سلطان، بالأمس هي نفسها الأقلام اليوم التي زرعت الأشواك والعليق، وستجنيها غداً في جهنم وبئس المصير... يهود الأمس، هم يهود اليوم... الذين تمكنوا من إيجاد أنظمة القمع، وشبكات التجسس، والتنكيل بالشعوب، والأمم، هم أنفسهم الذين أوجدوا أنظمة الإرهاب والقمع وشبكات التجسس، والتنكيل بالشعوب، والأمم، هم أنفسهم الذين أوجدوا أنظمة الإرهاب والقمع لجماهير الشعوب، وعالم الأمم سراً وعلانية تحت شعارات الحرية والديموقراطية، والمساواة والحرية الفكرية، ونشدوا الإلحاد والكفر، وتشويه الرسالات.
وإن الفئة اليهودية التي اعتنقت المسيحية بالأمس، وعاثت فيها الفساد، هي نفسها اليوم التي اعتنقت المسيحية المرتدة، وعاثت فيها الفساد وروضت أتباعها على العمل ليل نهار ولتنفيذ برامجها، وتحقيق أهدافها هي هي، وجهان لعملة واحدة، فروما بالأمس هي روما اليوم، والبابا بالأمس هو البابا اليوم... لا فرق... الحقيقة بالأمس، هي الحقيقة اليوم...، فبشارات ونبوءات الكتب والرسالات التي جاء بها موسى وعيسى عليهما السلام هي هي، مع كل ما تعرضت له من التحريف والتزييف، وقلب الحقائق، وكمحاولة طمس الحقيقة والغدر فيها هي هي، والتي شرعت لها أقلام مخلصة صادقة نبيله، لكشف النقاب عنها في أقلام المسلمين والمسيحيين، مفكرين وأعلاماً، والذي قام مؤلف هذا الكتاب بدوره بجمع تلك المسوّدات، وهي فيض من فيض، وقليل من كثير، ينشرها لطالبي، ودعاته معلماً في الدعوة، وصفحة في الإرشاد، وجعلها تحت اسم "نبوءات الكتب المقدسة في ضوء اعترافات اليهود والنصارى"... دليلاً هادياً وسط هذه اللجج المتلاطمة من الظلمات والأهواء والضلالات.
هنا، يشير المؤلف إلى أن حصيلة ليست بالقليلة كان قد انتقاها من كتاب "المسيح الدجال" لمؤلفه "سعد أيوب" مضيفاً أنه قد اجتهد بالتذييل على كتاباته ما كان على شرطه في الكتاب تتبقى من المصادر الأخرى، وأهمها دراسات عبد الأحد داود، ودراسته القيمة محمد صلى الله عليه وسلم، كما ورد في كتب اليهود والنصارى، وأن كتابه هذا، وبالإجمال، ما هو سوى شواهد، وحقائق، واعترافات وردت على ألسنة اليهود والنصارى بألسن علمائهم، وبأقلام فقهائهم ودعاتهم... متعمداً عدم ذكر آية من القرآن الكريم، أو حديث من السنّة النبوية المحمدية... وأن تكون الحجة كاملة كما وردت بأقلام المفكرين والدعاة المصلحين من اليهود والمسيحيين... وفقاً لعدم الإنحياز؛ وتحقيقاً للعدل والإنصاف وإقامة الميزان...