حدث القياس في القرن الثاني للهجرة، فقال به بعضهم، وأنكره سائرهم، وتبرؤوا منه؛ وهو الحكم فيما لا نص فيه بمثل الحكم فيما فيه نص أو إجماع ... ثم حدث التعليل والتقليد في القرن الرابع، والتعليل هو أن يستخرج المفتي علة للحكم الذي جاء به النص، وهذا باطل؛ لأنه إخبار عن الله أنه حكم...
حدث القياس في القرن الثاني للهجرة، فقال به بعضهم، وأنكره سائرهم، وتبرؤوا منه؛ وهو الحكم فيما لا نص فيه بمثل الحكم فيما فيه نص أو إجماع ... ثم حدث التعليل والتقليد في القرن الرابع، والتعليل هو أن يستخرج المفتي علة للحكم الذي جاء به النص، وهذا باطل؛ لأنه إخبار عن الله أنه حكم بكذا من أجل تلك العلة، وإخبار عن الله بما لم يخبر عن نفسه .. وأما التقليد فهو أن يفتي المفتي بمسألة؛ لأن الإمام الغلاني أفتى بها ، وذلك قول في الدين بلا برهان، وقد يختلف الصحابة والتابعون والعلماء في ذلك؛ فما الذي جعل بعضهم أولى بالإتباع من بعض؟! ... في هذا الكتاب يقدم لنا العلامة سعيد الأفغاني رسالة لإبن حزم الأندلسي ملخصة في إبطال القياس والرأي والإستحسان والتقليد والتعليل، كلها بخط الإمام الذهبي، علّقها لنفسه من خط محيي الدين بن عربي، فجاءت تحفة تزدهي بمؤلفها وناسخها ومعلقها. الرسالة منظمة منطقية الخطا على مثل ما فعل إبن حزم في "المفاضلة بين الصحابة" : بدأ بتحديد المصطلحات الأربعة: (القياس، والإستحسان، والتعليل، والتقليد)، وتاريخ حدوثها، ثم عرض لحجج القائلين بها، يسردها سرداً، ثم يعود عليها بالإبطال، ويحتج لما يقول بما شاء من أدلة يمده بها ذهنٌ واعٍ، وحافظة كالبحر اللجيِّ.