"الدرة اليتيمة" هي من الرسائل البديعة للكاتب المشهور بالبلاغة عبد الله إبن المقفع في (الحكم والأخلاق والآداب) ، دأب على تحقيقها وشرحها العلامة الأمير شكيب أرسلان وقد بدأها بمقدمة: "هذه الدرة اليتيمة لعبد الله بن المقفع المنشئ المشهور مُعرب كتاب "كلية ودمنة"، فاخترت عموم...
"الدرة اليتيمة" هي من الرسائل البديعة للكاتب المشهور بالبلاغة عبد الله إبن المقفع في (الحكم والأخلاق والآداب) ، دأب على تحقيقها وشرحها العلامة الأمير شكيب أرسلان وقد بدأها بمقدمة: "هذه الدرة اليتيمة لعبد الله بن المقفع المنشئ المشهور مُعرب كتاب "كلية ودمنة"، فاخترت عموم الفائدة بطبعها؛ لأنها مع صغر حجمها قد جمعت بين أعلى طبقات البلاغة، وأسمى درجات الحكمة، وتضمنت من الحكم البوالغ، والحجج الدوامع ما لم يتضمنه كتابٌ قبلها ولا بعدها (...)". وفي هذه الرسالة يبدأ أرسلان / المحقق بترجمة المؤلف عبد الله بن المقفع وفقاً لما ورد عنه في كتاب "وفيات الأعيان" ويذكر الروايات الواردة في حياته وكيفية قتله. ويتبع ذلك بشرح "الدرة اليتيمة" التي تتضمن وصايا وحكم وآداب عامة مثل قوله: "يا طالب الأدب اعرف الأصول والفصول؛ فإن كثيراً من الناس يلبون الفصول مع إضافة الأصول (...) فأصل الأمر في الدين ... وأصل الأمر في إصلاح الجسد، وأصل الأمر في البأس .. وأصل الأمر في الجود .. وأصل الأمر في الكلام .. وأصل الأمر في المعيشة". أما في الموعظة الحسنة فيقول: "وأنا واعظك في أشياء من الأخلاق اللطيفة، والأمور الغمضة التي لو حَنكتْكَ سنٌ كنت خليقاً أن تعلمها (...)". هذه الأخلاق يستعرضها الكتاب وفقاً لما وردت في "الدرة اليتيمة" في (133) موعظة يتوجه بها إبن المقفع للمتأدب يحثه على الإلتزام بها عند الحديث وعند رؤية السلطان ومجالسة الملوك وفي معاملة الصديق والناس عامة. ويختتمها بالقول: "فعليك بهذه الأخلاق إن أطقت، ولن تطيق، ولكن أخذ القليل خيرٌ من ترك الجميع، وبالله التوفيق".