هذا الكتاب رسالة للشيخ شهاب الدين أحمد بن السيد مُحمد الحسني الحموي الحنفي، وقد وسم هذه الرسالة بــ "الدر المنظوم في فضل الروم"، وقد بيّن فيها المؤلف من أمرهم وأصلهم، وكان قد استند على حديث النبي صلى الله عليه وسلم من رواية المستورد بن شداد القرشي، وعمرو بن العاص بأن النبي...

هذا الكتاب رسالة للشيخ شهاب الدين أحمد بن السيد مُحمد الحسني الحموي الحنفي، وقد وسم هذه الرسالة بــ "الدر المنظوم في فضل الروم"، وقد بيّن فيها المؤلف من أمرهم وأصلهم، وكان قد استند على حديث النبي صلى الله عليه وسلم من رواية المستورد بن شداد القرشي، وعمرو بن العاص بأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لهم من الصفات الحميدة، وهي "لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم، وخامسة: أمنعُهم من ظلم الملوك، وأخذ المؤلف في شرح معاني في هذه الخصال بالتفصيل، ثم انتقل إلى شرح الآية الكريمة: ﴿آلم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)﴾ [الروم: 1- 2].
وقد ذكر بعض الوقائع التأريخية التي كانت بين فارس والروم، واستشهد بأهل التفسير والتأريخ بخصوص هذه الآية الكريمة.
إلى ذلك، وبعد الإنتهاء من ذكر الروم شرع في فضائل الدولة العثمانية، وأخذ بعدد فضائلهم ومآثرهم، وسرد بعض الحوادث التي كانت من شأن سلاطينهم، فكان كلامه، يعد تأريخاً؛ لأنه قد عاصر الدولة العثمانية، وبالخصوص في زمن السلطان محمد بن السلطان إبراهيم - كما ذكر في الرسالة - مغدو سلاطين الدولة وفتوحاتهم، وأعمالهم التي قاموا بها، منها: إهتمامهم بالحرم الشريف؛ من بناء، وزخرفة، وحفر الآبار بقربه، وكيف أن السلطان منهم أصبح بلقب بخادم الحرمين.
كما اهتم المؤلف - من خلال رسالته هذه بالفوائد الحديثية واللغوية، إضافة إلى التأريخ، وربط بين الروم والأتراك على أنهم أبناء عمّ، وسيجد القارئ، أنه بعد أن تكلم عن فضائل الروم - أتبع ذلك بفضائل آل عثمان.
وذكر حقدّ الفرس على الرومان سابقاً قبل الإسلام، وذكر حقدهم على الدولة العثمانية، فكانوا العدو اللدود للدولة العثمانية، والأطماع التي عند الفرس من جراء عدائهم التاريخي، فذكر كيفية رد الدولة العثمانية على الفرس رداً عنيفاً والوقوف بوجههم ودحرهم.
هذا، وقد أضاف محقق الكتاب "أحمد الحمداني" بعد شرحه لهذه الرسالة والعناية بتخريج آياتها وأحاديثها وفقاً للقرآن الكريم والحديث الشريف، أضاف ثلاثة محاور تشتمل على: أولاً: مسألة الخلافة، وفضل العرب، وتسميتهم بالخلافة دون سواهم، ثانياً: العداء المجوسي الرافضي للعرب والمسلمين، والنكث بهم، ثالثاً: فتح القسطنطينية وفضائل آل عثمان.