حرية إبداء الرأي مبدأ أصيل وأساس في القرآن والسنة. ولها مفهومها وميزاتها، فالدين الإسلامي له قواعده ومعالمه الخاصة به، وله تصوره الخاص لمبدأ حرية الرأي، وليس هو في حاجة إلى استيراد مفهومه، أو تطبيقاته، أو ضوابطه من الأنظمة الوضعية. فالأمة الإسلامية لها خصوصياتها، والواجب...
حرية إبداء الرأي مبدأ أصيل وأساس في القرآن والسنة. ولها مفهومها وميزاتها، فالدين الإسلامي له قواعده ومعالمه الخاصة به، وله تصوره الخاص لمبدأ حرية الرأي، وليس هو في حاجة إلى استيراد مفهومه، أو تطبيقاته، أو ضوابطه من الأنظمة الوضعية. فالأمة الإسلامية لها خصوصياتها، والواجب الشرعي يحتم على المسلمين التميز عن سائر الأمم في عقائدهم، وعباداتهم، في معاملاتهم وسياساتهم، كما يقول المؤلف. وقد درس موضوعه من خلال أربعة فصول: • حرية الرأي: مفهومها وصورها في ضوء الكتاب والسنة. • ضوابط حرية الرأي وحدودها في ضوء الكتاب والسنة. • مجالات حرية الرأي في ضوء الكتاب والسنة. • آثار حرية الرأي على الفرد والمجتمع. ومما ذكر في آخر دراسته العلمية: • أن على كل مسؤول مسلم أن يهتدي بهدي الإسلام، فيفتح باب إبداء الرأي، والنصيحة، والمشاورة، والاستماع للموافق وللمخالف من أهل العلم، ولذوي الرأي والاختصاص، بشكل يخدم مصالح الأمة كلها. ومن الخطأ الجسيم تفرد المسؤولين بآرائهم، وتهميش ذوي الاختصاص والرأي وأهل العلم، مما يكون سببًا رئيسًا في الضعف والهوان، وانتشار الفساد والفتن. • لا قوام للأمة إلا إذا ظلت قنوات إبداء الرأي مفتوحة، بإسداء النصيحة من أهلها ولأهلها، وإفشاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعميم الشورى في تصريف شؤون الأمة، ثم الجدل بالحسنى في أمر الدعوة، وفي قضايا العلم والمعرفة. كل هذه المبادئ تكفلها حرية الرأي، فإن حُجبت، أو تمّ كبتها في الصدور، أنذرت بالانفجار، وضاقت النفوس عن العمل. • وحرية الرأي ضبطها الإسلام، فليست الحرية مطلقة. وأهم تلك الضوابط: الالتزام بهدي الإسلام، كإحسان القول، والدعوة بالحكمة، وتجنب السوء، ولغو الحديث. وضوابط أخلاقية، أهمها حرمة عرض المسلم، وحرمة إذايته واحتقاره وسوء الظن به وتتبع عوراته. والواجب النصح سرًّا، وعدم التشهير بذكر العيوب والأخطاء على المنابر وعبر الفضائيات، لما في ذلك من تأليب العامة على علمائها وولاة أمرها، مما يؤدي إلى انتشار الفتن، والأفكار المتطرفة. وضوابط منهجية: كالتثبت، وعدم نشر الإشاعات، والكفّ عن الجدال. ومن أعظم الضوابط أن يكون الرأي صادرًا من أهل العلم والاختصاص، لا من عامة الناس ودهمائهم. وكذلك التأكيد على وجوب اجتماع كلمة المسلمين، وعدم تفرقهم. وضوابط في الرأي: منها ألا يكون الرأي مخالفًا لشريعة الإسلام.. فليس كل رأي يُسمح بإعلانه ونشره في الناس. فهناك حرية لإبداء الرأي إيجابية مقبولة، وأخرى سلبية مرفوضة..