يعد كتاب "تنبيه الأمة وتنزيه الملّة" لمؤلفه سماحة أية الله الميرزا النائيني أو معالجة تأسيسية ورائدة في الفقه السياسي الإسلامي الإمامي الحديث، ذلك أنه لم يظهر قبله كتاب في التصنيف الفقهي الإمامي يُعنى بقضية النظام السياسي الإسلامي في عصر الغيبة. ولأهمية هذا الكتاب عمد كلٌ...
يعد كتاب "تنبيه الأمة وتنزيه الملّة" لمؤلفه سماحة أية الله الميرزا النائيني أو معالجة تأسيسية ورائدة في الفقه السياسي الإسلامي الإمامي الحديث، ذلك أنه لم يظهر قبله كتاب في التصنيف الفقهي الإمامي يُعنى بقضية النظام السياسي الإسلامي في عصر الغيبة. ولأهمية هذا الكتاب عمد كلٌ من عبد الحسن آل نجف إلى تعريبه، وعبد الكريم آل نجف إلى تحقيقه.
والكتاب في مضمونه يتسع لعناوين فكرية وتاريخية ذات علاقة صميمية بجذور التراث الفكري الإمامي، فالحركة الدستورية الإيرانية التي وجد الكتاب من أجلها كتنظير فقهي لإثبات مشروعيتها، تخطي باهتمام الأمة، باعتبار أنه يبرز مدى قابلية الفقه على معالجة قضايا العصور والمجتمعات، ويثبت أن التحرر والتجديد والنضال من أجل التغيير والإصلاح عناوين غير طارئة في حياة المسلمين، بل هي عناوين أصيلة كما يرى محقق الكتاب. وبهذا المعنى فإن الفقه هو بحدّ ذاته معالجة لواقع إجتماعي، وحتى الجوانب العبادية الفردية والروحية منه تدخل في هذا الإطار، فنظرة واحدة إلى صلاة الجماعة تبرز القيمة العبادية لجمهور المسلمين وتنبئ بأنه لا يمكن أن يُفرز فقهاً بعيداً عن السياسة، ولا بد وأن تنبثق السياسة من خلاله بنحو أو بآخر. وفي عالم اليوم أكثر من مشهد، وأكثر من مثال يؤكد أن الديني والسياسي لا ينفصلان ...
توزع الكتاب على قسمين القسم الأول بمثابة مدخل إلى الكتاب ونبذة عن حياة المؤلف وأهميته ومكانته، ونبذة عن الحركة الدستورية الإيرانية، ووجهة نظر الشيخ مرتضى المطهري بالكتاب.
أما القسم الثاني فيتضمن تحقيق الكتاب "كتاب تنبيه الأمة وتنزيه الملّة" ويضم تقريظ الشيخ محمد كاظم الخراساني والشيخ عبد الله المازندراني للكتاب يتبع ذلك خمسة فصول: الفصل الأول: حقيقة السلطنة المجعولة في الدين الإسلامي، الفصل الثاني: وظيفة المسلمين السياسية في عصر الغيبة، الفصل الثالث: هل يوجد بديل عن الحكم الدستوري؟ وهل أنه خالٍ من الإشكال؟، الفصل الرابع: الشبهات التي أثيرت حول الحكم الدستوري والإجابة عليها، والفصل الخامس: صحة تدخل النواب وبيان وظائفهم وشرائط مشروعيتها. وأخيراً خاتمة ورأي حول: قوى الإستبداد وطرق مكافحتها.