كتب د. محمد قاسم نعمة تحت عنوان "المكان في القصة القصيرة في الإمارات"، بدأت القصة القصيرة في العالم العربي وعلى مدى نصف قرن على نحو ثابت من الملامح والسمات، حتى أتت رياح التغيير على هذا الفن لتجعل الجديد والمختلف جمالياً ولغوياً.فكان البناء التقليدي أبرز ما تغير وتبدل، ولم...

كتب د. محمد قاسم نعمة تحت عنوان "المكان في القصة القصيرة في الإمارات"، بدأت القصة القصيرة في العالم العربي وعلى مدى نصف قرن على نحو ثابت من الملامح والسمات، حتى أتت رياح التغيير على هذا الفن لتجعل الجديد والمختلف جمالياً ولغوياً.
فكان البناء التقليدي أبرز ما تغير وتبدل، ولم يعد هناك من يكتب القصة التقليدية، ولم يتوقف الأمر عند البناء بل طال الحدث واللغة والضمائر والأسلوب، فقد تخلت اللغة عن الإنساق التقليدية المتمثلة بالأساليب البيانية والوهج اللغوي متخذة أشكالاً لها القدرة على النفاذ إلى أعماق النفس الإنسانية ومنح المفردات العادية واليومية أفقاً ودلالة وربما وجدنا الكاتب اليوم يغادر الإهتمام بالموضوع ليعتني بالتلميح الذي يجتذب المتلقي ويجعله متفاعلاً مع القصة عندما يتناولها لها بشكل ليجد ذاته تابعة زاوية من زواياها.
إن هذه الإشارة السابقة للتطور الذي لحق فن القصة القصة لم يكن الكتاب في دول الخليج العربي بشكل عام، ودولة الإمارات بشكل خاص، بمعزل عنه، مع ذلك فهناك إعتبارات تبقى شاخصة لا يكن تجاوزها أو غض النظر عنها وعن هذه الإعتبارات الفنية (المكان)، لذا فإن العمل الأدبي حين يفتقد المكانية فهو يفتقد خصوصيته، وبالتالي أصالته.
فالإهتمام بالمكان يأتي وفقاً لإدراك الكاتب لجدوى المكان وأهميته وأثره في العمل الأدبي، فهناك من الكتاب من يعطي المكان مساحة تجعله يخلق الحدث ويفجره، وهناك من يجعله جزءاً مكملاً لعناصر العمل الأدبي، فإذا اعتمدنا هذا التقسيم حكماً معيارياً للقصة القصيرة في الإمارات فإن المكان أخذ يشكل وعياً يجعل أبعاداً إنسانية ووجدانية وثقافية مما جعله في أغلب الأحيان يشكل محور العمل القصصي".
لعل مقاربة موضوعة المكان أو الفضاء أو الحيز في السرد يشير حتماً إلى تناول نصوص حديثة إن لم تكن غارقة في التجريب، لذا فإن هذه الدراسة سوف تتناول أعمالاً قصصية يدعي أصحابها، وكذلك صاحب هذه الكلمات أنها تجاوزت القص التقليدي إلى فضاءات أكثر حداثة وتجريباً، لا يختلف وارسو المتخيل السردي في جدوى المكان، وقد يبالغ البعض في جعل المكان أساس القص.
وقد جرت العادة في القصة التقليدية الإعتناء بتفاصيل المكان بشكل دقيق كما عند بلزاك، وزولا، وكذلك نجيب محفوظ ومن أجل ذلك يجد القارئ شيئاً مما كان يريد أن يعرفه إلا عرّفه إياه صاحب النص فيكسل فكره ويتلبد ذهنه ولا ينطلق خياله، لكن المكان المكان في القصة القصيرة لا يكون إلا مكثفاً، بحكم أن فنية القصة القصيرة في الإمارات، كما أوردنا سابقاً، جاءت ضمن دراسات ضمها هذا الكتاب والتي تمحورت جميعها حول اللغة والأدب الخليجي المعاصر، وهو الأول في سلسلة دراسات خليجية الصادرة عن المركز العلمي العراقي في بغداد.
حيث تناولت الدراسات في هذا الكتاب المواضيع التالية: البحث اللساني في دول الخليج وبعض الدول العربية في ظل التطورات والتقدم العلمي والتكنولوجي (د. ظافر كاظم عبد الرزاق) تجليات الأثر الديني في ديوان (فتافيت إمرأة) لسعاد الصباح (د. مريم عبد النبي عبد المجيد البخار)، هاجس الحب وتداعياته في ديوان "نغمات الخليج" لعبد الله سنان محمد (أ.م. مريم عبد النبي عبد المجيد النجار (م. شيماء عثمان محمد راشد)، ظاهرة المديح السياسي في الشعر الخليجي المعاصر (د. جاسم غالي روبي)، نمط الشخصية الخليجية في الرواية العربية...
رواية مسك الغزل أنموذجاً (د. إشراق سامي)، موقع منجز إسماعيل فهد إسماعيل الروائي في سياق السردية العربية، رواية، عندما رأسك في طريق... واسمك في طريق أنموذجاً (أ.م. د عقيل عبد الحسن خلف)، تجربة عبد العزيز المقالح الموسيقية من خلال ديوانه (د. صباح عبد الرضا أسيود).