في مجموعته القصصية "إنه الغد، ينحو عبد الله عبد الرحيم الأسدي للتعبير عن أفكاره في إطار سردي، وهي ظاهرة أدبية عرفها الأدب العربي الحديث في النصف الأول من القرن العشرين، حيث يعمد الأديب إلى اصطناع شخصية سردية متخيلة، يتقمصها، ويسند إليها بنات عقله التي يضمنها أفكاره وشطحاته...
في مجموعته القصصية "إنه الغد، ينحو عبد الله عبد الرحيم الأسدي للتعبير عن أفكاره في إطار سردي، وهي ظاهرة أدبية عرفها الأدب العربي الحديث في النصف الأول من القرن العشرين، حيث يعمد الأديب إلى اصطناع شخصية سردية متخيلة، يتقمصها، ويسند إليها بنات عقله التي يضمنها أفكاره وشطحاته وتصوراته وفلسفته في الحياة، وهو ما يفعله الأسدي في اختياره للشخصيات، والوقائع، والأحداث التي أراد التعبير عنها، باعتبارها شاهداً لواقع عاشه في بلاده شهد مرحلة تحول سياسي باتجاه الإصلاح بعد معاناة تمثلت بانقسامات طائفية وعرقية وغيرها أدت إلى التخلف والجهل وعدم مواكبة التطور. ولكن هذا الإصلاح قام على خداع الناس "خدعوا الناس، وسرقوا عقولهم ليصبحوا غير مؤهلين أن يختاروا ما يبنوا به عقائدهم، فأتبعوهم بدون عقول، ومن حاول أن يسترد عقله ليقف ويفكر فهو كافر...".
إن ما يميز قلم عبد الله عبد الرحيم الأسدي أنه جاء ليتكلم في زمن الغوغاء والتطرف عن اللاعنف non violence ذلك المبدأ الذهبي الذي يحارب الخوف والرعب الذي يتسبب به واقع الأديب المرير ذلك الواقع الذي يصفه الأسدي في قصته (اللاعنف)/ إحدى قصص المجموعة "تكور مرعوباً يرتجف خلف جدار القاعة ينظر في الظلام إلى الواقع الذليل وهو يتوسل ويتذرع بالمبدعين كي يقيموا دولة الإنسان بعيداً عن العنف والقهر والظلم الذي يتبناه البشر في قضاياهم" بهذا البعد الأخلاقي والفلسفي تأتي قصص المجموعة لتؤكد على الدور الإنساني في عملية التغيير، وتجسيد معاني الجمال والحب والصدق والإنسانية بعيداً عن قبح هذا العالم، أملاً في غدٍ أفضل...
تضم المجموعة "إنه الغد" إثني عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "القلم"، "درب الوئام"، "اللاعنف"، "هوجر وديامس"، "كتاب النور"، "شمسنا ما زالت تشرق"، "النداء"، "الرواية الطويلة"، "لوحة الجمال"، "ويستمر العطاء"...