على مرّ التاريخ الإسلامي، أظهر علماء الأمة الإسلامية اهتماماً كبيراً بموضوع القراءات لاتصاله بالمباشر بكتاب الله سبحانه وتعالى، منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وألّف بها مؤلفات عدّة، منها كتاب (القراءة) ليحي بن يعمر (ت و 8 ه) وهو أقدم كتاب صنّف في هذا...
على مرّ التاريخ الإسلامي، أظهر علماء الأمة الإسلامية اهتماماً كبيراً بموضوع القراءات لاتصاله بالمباشر بكتاب الله سبحانه وتعالى، منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وألّف بها مؤلفات عدّة، منها كتاب (القراءة) ليحي بن يعمر (ت و 8 ه) وهو أقدم كتاب صنّف في هذا الموضوع، ثم (كتاب في القراءات) ألّفه أبان بن تغلب (ت 141ه)، وبعده (رسالة في القراءة) لأبي عمرو بن العلاء البصري (ت 154ه)، ثم توالت المؤلفات في هذا المجال، ومنها كتاب القراءات لأبي حاتم السجستاني (ت 255ه). وكتاب القراءات لأبي حاتم السجستاني، كتاب مفقود، تحدثت عنه مصادر عدة، احتل مكانة متميزة بين كتب القراءات في عصر السجستاني وذلك لعلاقته بكتاب الله العزيز، ولأهمية هذا الكتاب عمدت الدكتورة سيرين حسين تاج الدين إلى جمع وتحقيق نصوص من كتاب أبي حاتم السجستاني في (القراءات) وقفت عليها في كتب التفسير والقراءات واللغة. ووزعت الدراسة على بابين: الأول: الدراسة، والثاني: التحقيق، وقد تضمن قسم الدراسة ثلاثة فصول، الأول: سيرته واحتوت على إسمه، ونشأته ... ووفاته، وآثاره المطبوعة والمفقودة، كما تضمن هذا الفصل: أبو حاتم والقرآن، ومكانته العلمية، وشعره، وأقوال العلماء فيه. أما الفصل الثاني: فكان في كتاب القراءات ومنهجه (أسلوبه التعليمي). أما الفصل الثالث: موقفه من القراءات (القراءة الصحيحة المتواترة، القراءة الشاذة، الردّ على القراء، اختيار القراءات، الدفاع عن القراءة، واقتراح بعض القراءات). أما الباب الثاني: فهو قسم التحقيق وهو بحث المؤلفة في كتب القراءات والتفسير والنحو واللغة وغيرها للوقوف على مرويات أبي حاتم في ذكر القراءات وتوجيهها. وأخيراً الخاتمة. ومما جاء فيها قول المؤلفة أن أبي حاتم السجستاني له آراءه الخاصة في القراءات التي تميز بها عن غيره من خلال اختياره لبعض القراءات التي نقلها ووجهها، معتمداً في ذلك على تجربته في قراءة القرآن، وعلى خصائص العربية، والرواية في القراءات.