يعتني هذا الكتاب بدراسة منتجات المستشرقين على مستوى القصدية والخطاب أي النظر إلى منتجات الإستشراق من وجهة نظر تحليل الخطاب، والكشف عن القصدية، فضلاً عن دراسة الموضوع الذي يدور حوله النص الإستشراقي، ونصوص "هاملتون جب" على التخصيص والتي يتمحور حولها هذا الكتاب. وفي هذا...
يعتني هذا الكتاب بدراسة منتجات المستشرقين على مستوى القصدية والخطاب أي النظر إلى منتجات الإستشراق من وجهة نظر تحليل الخطاب، والكشف عن القصدية، فضلاً عن دراسة الموضوع الذي يدور حوله النص الإستشراقي، ونصوص "هاملتون جب" على التخصيص والتي يتمحور حولها هذا الكتاب. وفي هذا الإطار انقسمت الدراسة إلى محورين، المحور الأول: دراسة خطاب الإستشراق وآلية عمل منهجه؛ إذ يفترض المؤلف، أن العلاقة بين المنهج والخطاب تشكل القصدية الأساسية لأي جهد معرفي، أو هكذا يفترض أن يكون، وما نصوص المستنشرقين إلا تطبيق لهذه القصدية التي تتباين وتختلف بين جنبين: الأول الحياد واتباع المنهج العلمي والثاني التعسف باستخدام المنهج. أما المحور الثاني فهور دراسة الموضوعات التي تناولها "جب" تحليلاً وتقداً وعلى مستوى القصدية والخطاب، حيث انصبت جهوده على ثلاثة اصناف بحثية هي الأدب واللغة العربية، وتأريخ الإسلام ومؤسساته، والإسلام ومناحيه الدينية والسياسية. وينقسم المحور الثاني على فصلين الأول تناول كتابات في تاريخ الأدب العربي منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، وقد تتبّع المؤلف منهج "جب" الذي اعتمد فيه على التصنيف الجغرافي من حيث المبدأ، لا التصنيف الزمني التقليدي في كتابة تواريخ الأداب؛ فكانت قضية تحليل المعطيات العلمية والتأشير على مواطن الإيجاب ومكامن القصور أو الإختصار أو التجوّز فيه أمراً في غاية الضرورة في رأي المؤلف بهدف استخلاص نتيجة تبيّن موقف (جب) من الحضارة العربية الإسلامية وتصوراته عن الأدب العربي، ونقده لها والتي بثها في ثنايا كتبه. أما الفصل الثاني فتناول كتابات "جب" في (الأدب العربي الحديث) مبدياً نظرات نقدية موسعة حول البدء والنشوء، وحول نمو الأجناس الأدبية وقضية التأثر والتأثير بين هذا الأدب والآداب الأوروبية. وخلاصة القول غاية هذا الكتاب قراءة منتجات الإستشراق على وفق منهج أكثر سعة وأكثر تماسكاً مع الغايات والمقاصد التي تشرح وتحلل وتبيّن رؤية الآخر وموقفه من منتجات وإرث حضارة العرب والمسلمين، من خلال معطيات الأدب العربي.