ظهرت في مدينة الحلَة في القرن التاسع عشر الميلادي/ الثالث عشر الهجري حركة أدبية أشبه بالنهضة، وقد كان لها مثيل في بعض مدن العراق، فقد كثر عدد الشعراء والمهتمين بقضايا الأدب وراجت له سوق ولجها الصغير منهم والكبير، وفي هذه السوق، تفوَق السيد حيدر الحلَي الذي نال شهرة كبيرة...
ظهرت في مدينة الحلَة في القرن التاسع عشر الميلادي/ الثالث عشر الهجري حركة أدبية أشبه بالنهضة، وقد كان لها مثيل في بعض مدن العراق، فقد كثر عدد الشعراء والمهتمين بقضايا الأدب وراجت له سوق ولجها الصغير منهم والكبير، وفي هذه السوق، تفوَق السيد حيدر الحلَي الذي نال شهرة كبيرة بين أقرانه تعادل الشهرة التي حظي بها صفي الدين الحلَي، إلا أنه لم تتوفر دراسة شافية وافية تكشف النقاب عن خفايا أدبه على الرغم من شهرته ولم يكن من حظي بالدراسات من الشعراء غيره بأحسن حظا منه. لذلك تقصَت الدكتورة في جامعة بابل أحلام فاضل عبود أخبار هذا الأديب الشارد منها والوارد الصغير والكبير، مستمدة معلوماتها من الكتب المطبوعة والمخطوطة عن اسرته التي ما زالت موجودة في الحلَة. وقد رتبت دراستها في تمهيد وأربعة فصول، خصصت التمهيد لدراسة مدينة الحلَة في القرن التاسع عشر (عصر الشاعر) من الناحية السياسية والإجتماعية والثقافية، وفي الفصل الأول درست حياة الشاعر مستعرضة ما قيل عن أسرته واسمه ثم ولادته ونشأته وصفاته وثقافته وما يتعلق بها. أما الفصل الثاني فقد درست فيه شعره والأغراض التي طرقها وعقدت الفصل الثالث لدراسة الخصائص الفنية في شعره وأهم المؤثرات في شاعريته وقد تعرضت لأسلوبه ولغته ومعانية وألفاظه إلى غير ذلك، أما الفصل الرابع فقد درست فيه نثره من حيث خصائصه الموضوعية والفنية.