يعد التراث البياني العربي وحدة متكاملة ونظاماً معرفياً واحداً. وهذا النظام يشمل النحو، والفقه، والبلاغة، وعلم الكلام. في هذا الكتاب يدرس الدكتور حامد ناصر الظالمي أصول الفكر البياني العربي في أصوله وقواعده ويتخذ من "أبن ابي الحديد" نموذجاً يطل منه على هذا الباب من خلال...
يعد التراث البياني العربي وحدة متكاملة ونظاماً معرفياً واحداً. وهذا النظام يشمل النحو، والفقه، والبلاغة، وعلم الكلام. في هذا الكتاب يدرس الدكتور حامد ناصر الظالمي أصول الفكر البياني العربي في أصوله وقواعده ويتخذ من "أبن ابي الحديد" نموذجاً يطل منه على هذا الباب من خلال نظراته وجهوده النقدية والبلاغية التي لم يتعرض لها أحد في بحث مستقل. يقول المؤلف: "حاولت دراسة جهود إبن ابي الحديد النقدية والبلاغية، والمقصدية بالنقدية هنا لا النقد الخاص بتحليل النص الأدبي جمالياً فقط وإنما يدخل النقد هنا ضمن النظام المعرفي البياني (النحو والفقه والكلام والبلاغة) أي يدخل ضمن النظام الذي يحكم هذه العلوم الأربعة ...". وبناءً على ما تقدم قسمت مباحث هذه الدراسة إلى اربعة فصول تسبقها مقدمة وتمهيد وتلحقها خاتمة. فأما التمهيد والمقدمة فكانا محاولة لتأصيل الفكر النقدي والبلاغي العربي ضمن النظام المعرفي البياني، وأما الفصل الأول فقد تناول النقد التوثيقي وكيفية توثيق النص وطرق ذلك عند إبن ابي الحديد. وأما الفصل الثاني فكان عن النقد الجمالي أي النقد المتصل بالجانب الفني والنفسي وذلك من خلال دراسة أثر نص نهج البلاغة ووقعه على نفسية متلقيه إبن ابي الحديد. وأما الفصل الثالث فقد كان لإنتاج المعنى أي الطرق التي استعملها إبن ابي الحديد في استنباط المعنى من النص، والأسس التي استند إليها في ذلك. ويأتي الفصل الرابع والأخير ليعالج موضوع النقد البلاغي، أي النقد المستند إلى البحث البلاغي، وقد قسم هذا الفصل إلى (الحقيقة والمجاز) و (المقاربة والمناسبة والوضوح) وموقف إبن أبي الحديد وتطبيقه عليها. وأخيراً خاتمة وخلاصات الدراسة.