في كتابها "الإمام علي وآفاق المعارضة" تستدعي الدكتورة ختام راهي مزهر أهم الأسئلة المطروحة- تاريخياً وموضوعياً – بخصوص التجربة الفعلية لحكم الإمام علي رضي الله عنه وهي: هل نجح الإمام علي في حكمه أم لا؟وللإجابة على هذا السؤال التاريخي تتخذ المؤلفة معياراً موضوعياً يتمثل في...
في كتابها "الإمام علي وآفاق المعارضة" تستدعي الدكتورة ختام راهي مزهر أهم الأسئلة المطروحة- تاريخياً وموضوعياً – بخصوص التجربة الفعلية لحكم الإمام علي رضي الله عنه وهي: هل نجح الإمام علي في حكمه أم لا؟ وللإجابة على هذا السؤال التاريخي تتخذ المؤلفة معياراً موضوعياً يتمثل في (الهدف) الذي هو ركن أساسي في قياس النجاح والفشل، ونسبتهما. تقول المؤلفة: "حين نستطلع ما حدّده الإمام علي لنفسه من هدف، سنجد أنه أكبر من كل مرحلة من مراحل حياته، وأكبر من كل تحد واجهه، وأكبر من اي شيء تقوم الأذهان بتوسعته أو تضييقه. وبعبارة موجزة لم يكن لديه سوى هدف واحد محدد لكنه يختلف عن كل هدف وضعي، بل عن هدف مثالي – في الطبيعة والمضمون والقيمة – أنه الله الواحد الأحد (...) فالهدف على أساسه تقيم تجربة الإمام علي في قيادة المسلمين هو ما يحدده الإمام نفسه، لا ما يحدده غيره، وهو توحيد الله والإيمان المطلق به، واستهداف الطاعة له، والقربى والزلفى لديه ...". في هذا السياق، تبدأ المؤلفة حديثها عن مفهوم المعارضة، وآفاقه وحدوده وتطبيقاته، ونموذجه، وهو نموذج (الحكم المعصوم) متمثلاً بالإمام علي رضي الله عنه، وتربط بين اصل النبوة وأصل الإمامة، وتدرس جدوى العلاقة بين (النبوة) و (الإمامة) بوصفهما أصلين لا يمكن انفكاكهما عن النص الإلهي القرآني حجة وترجماناً لمعناه الذي يقول فيه تعالى: " ... وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم". وأما الجواب عن السؤال الأساسي هل كان الإمام علي رضي الله عنه معارضاً، فتمت الإجابة عليه بالتمييز بين مفهومين للمعارضة يختلفان – إلى حد معتبر – على مستوى الأصول التأسيسية النظرية، وعلى مستوى المعاني التطبيقية، وكل ذلك وفق ما رسم النص الديني حدوده عن مفهوم المعارضة في الإسلام ...