هذا الكتاب الذي بين أيدينا بإسم "نهج البلاغة" هو مجموعة من منتخبات خطب الإمام "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه وأدعيته ووصاياه ورسائله وكلماته القصار، جمعها السيد الشريف الرضي قبل مئات السنين، والشيء الذي يجب قوله هو أن نهج البلاغة كتاب موسوعي ضم بين دفتيه العديد من أنواع...
هذا الكتاب الذي بين أيدينا بإسم "نهج البلاغة" هو مجموعة من منتخبات خطب الإمام "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه وأدعيته ووصاياه ورسائله وكلماته القصار، جمعها السيد الشريف الرضي قبل مئات السنين، والشيء الذي يجب قوله هو أن نهج البلاغة كتاب موسوعي ضم بين دفتيه العديد من أنواع العلوم، والشيء الكثير من الموضوعات سواءً في العلم الواحد أو في مختلف العلوم. ومن هنا، نجد منشأ الدراسات الكثيرة عن النهج، ولكن مما يؤسف له أن هذه الدراسات كانت مقتصرة على الجوانب الدينية والسياسية والإجتماعية على حساب الميادين الأخرى التي زخر بها هذا الكتاب. فإن في منهج البلاغة قوانين علمية غاية في الأحكام والموافقة مع أحدث علوم العصر اكتشفها الإمام عليه السلام بعلمه الحضوري وما تعلمه من الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليجسد بذلك المنهج القرآني فيما طرحه من كلمات ونرى أن العلم المعاصر قد قطع أشواطاً وأشواطاً حتى وصل إلى الكيفية التي استطاع بموجبها أن يكتشف الحقائق العلمية ويعمل على معالجتها، هذه الفكرة بمجملها هي التي تسمى الإختبار، أو الفكر الإختباري الذي تمخضت عنه الحركة العلمية المعاصرة. وهذا الفكر هو الفكر المغّيب في دراسة موضوعات نهج البلاغة، وعليه فإن الفكر الإختباري في نهج البلاغة هو الموضوع الذي ستتم دراسته في هذا البحث (وهو أطروحة دكتوراه تحت إشراف الأستاذ المساعد الدكتورة رباب جبار السوداني وقد نوقشت هذه الأطروحة في بداية عام 2005 في كلية الآداب جامعة البصرة) يعني في جملة ما يعنيه طريقة معينة لإكتشاف الحقائق العلمية وتحسين طرائق البحث معتمدة على الملاحظة.