أرادت هذه الفلسفة الجديدة أن تحاكي العلوم التي حققت تقدماً ملحوظاً لجهة الدقة والوضوح والضبط، فقد رغب الفيلسوف النمساوي لودفيغ فتجنشتين، كأبرز وجه لهذا التيار الفلسفي، في لغة مضبوطة يمكنها تمثيل الواقع.وفي عرفه فإن "هدف الفلسفة هو توضيح الأفكار"، وإنه "يجب السكوت عما لا...
أرادت هذه الفلسفة الجديدة أن تحاكي العلوم التي حققت تقدماً ملحوظاً لجهة الدقة والوضوح والضبط، فقد رغب الفيلسوف النمساوي لودفيغ فتجنشتين، كأبرز وجه لهذا التيار الفلسفي، في لغة مضبوطة يمكنها تمثيل الواقع.
وفي عرفه فإن "هدف الفلسفة هو توضيح الأفكار"، وإنه "يجب السكوت عما لا نستطيع الكلام فيه" (الرسالة المنطقية - الفلسفية).
ركّز فتجنشتين، وأقرانه لاحقاً، النظر في اللغة بإعتبارها وسيلة لفهم تكوين المعنى في الخطاب، إذ لا سبيل إلى فلسفة التفكير والمعرفة والفهم دون اللغة: كل شيء يحدث داخل اللغة، وهذه الأخيرة "سُمّ يمكن إستخدامه للإغواء والتضليل والسحر، ولكنها أيضاً ترياق وذلك عندما نتحدث بصدق".
لم يعد المهم بالنسبة إلى الفلسفة والمنطق، كما يرى د. عبد الرزاق بنُّور في قراءته لفتجنشتين، أن نبيَّن ما هي القضايا الصادقة والكاذبة في علاقتها بالواقع، بقدر ما يهم النحو بإعتباره ما سيمكننا من تمييز القضية ذات المعنى من القضية عديمة المعنى، فالفلسفة هي قبل كل شيء مقاومة الفتنة التي تحدثها فينا بعض أشكال التعبير كما يقول فتجنشتين في الكراسة الزرقاء (تحقيقات فلسفية، ترجمة وتقديم وتعليق د. بنُّور، 2007).