يتخذ مؤلف كتاب (الفكر الفلسفي عند العرب) من التراث منهجاً للعمل في فهمه للتراث الفلسفي عند العرب؛ ولكن من دون "الإندفاع نحوه بروح عصبية سلفية تحاول أن تضع الحواجز التأريخية لسد منظور الحاضر بغية إظهار الماضي كأنه (الدرَة) المكنونة التي تحمل كل المقومات الطبيعية منذ وجدت...
يتخذ مؤلف كتاب (الفكر الفلسفي عند العرب) من التراث منهجاً للعمل في فهمه للتراث الفلسفي عند العرب؛ ولكن من دون "الإندفاع نحوه بروح عصبية سلفية تحاول أن تضع الحواجز التأريخية لسد منظور الحاضر بغية إظهار الماضي كأنه (الدرَة) المكنونة التي تحمل كل المقومات الطبيعية منذ وجدت البشرية على وجه الأرض". ويعلل المؤلف ذلك بأن المفهوم الحركي للتاريخ ليس واضحاً عند العرب فنحن حين نتفحص التاريخ السياسي والاجتماعي لحضارتنا سوف ندهش إذا ما قارنا التراكم الذهبي في مواقف القدماء ومواقف المحدثين في نظرتهم لرجال الاسلام وقادته... لذلك كله يحث مؤلف الكتاب للإتجاه نحو "حركية تاريخية ترتفع إلى مستوى الأحكام، كما كان عليه الصحابة والنخبة من القدماء؛ كي نسير في ضوئها عناصر الموروث من الحضارة وإنجازاتها..." لإم كل ثورة فكرية أو إجتماعية أو سياسية في العالم الحديث والمعاصر تتبنى التراث اساساً رئيسياً في مناهجها وخططها، لذا فالسلبيات لا تمثل سوى آراء فردية خاصة، ولا تعطي الصورة المشرقة لما يدعو له الكتاب "من الالتزام بالتراث" وفي ضوء هذه النظرة الفاحصة ينبغي لنا "أن تزن التراث ونحكم عليه"، وفي ضوء هذا التخطيط يستعرض الكتاب هذا الفكر الفلسفي بالمزيد من الوضوح في التحليل، والاجتهاد في الرأي عند الحاجة إليه.