تعود فكرة مجابهة ندة الموارد وكيفية توزيعها بشكل يؤمن التوازن بين ما متاح منها وتلبية حاجات أفراد المجتمع في الدولة عن طريق إعداد الموازنات التخطيطية إلى عصر سيدنا يوسف (عليه السلام) عندما كلفه الله سبحانه وتعالى لتفسير رؤيا الملك الفرعوني (أمنحوتب) عن السنوات السبع العجاف...

تعود فكرة مجابهة ندة الموارد وكيفية توزيعها بشكل يؤمن التوازن بين ما متاح منها وتلبية حاجات أفراد المجتمع في الدولة عن طريق إعداد الموازنات التخطيطية إلى عصر سيدنا يوسف (عليه السلام) عندما كلفه الله سبحانه وتعالى لتفسير رؤيا الملك الفرعوني (أمنحوتب) عن السنوات السبع العجاف والبقرات السبع السمان والسنبلات السبع الخضر واليابسات.
إلا أننا لا نستطيع القول بوجود نظام محاسبي حكومي آنذاك كما هو معروف الآن في ظل مفهوم الدولة الحديثة التي تعقدت عملياتها المالية ليس في داخل الدولة فحسب بل تعدت حدود دول الجوار إلى عبر البحار والقارات عن طريق الإستيراد والتصدير للسلع والخدمات والثروات الطبيعية أو التبادل التجاري عن طريق التحويلات النقدية او بالإقتراض وما يترتب عليها من فوائد، مما يتطلب من النظام المحاسبي الحكومي تلبية كل هذه المتغيرات للوصول إلى الحساب الختامي للدولة.
كما يتناول هذا المؤلف النظام المالي في الوحدات الحكومية وفقاً لركيزتين أساسيتين هما: الأول: توفير إطار نظري للنظام المحاسبي المالي في الوحدات الحكومية، الثاني: ربط الإطار النظري بالممارسة العملية مع دراسة تحليلية إنتقادية لأهم القوانين والتعليمات العراقية التي تحكم الممارسات المحاسبية في الوحدات الحكومية.