تمثل عقيدة الإمام المهدي منذ فجر التاريخ الديني، فكرة دفاع عن المظلومين والمعذبين على مر التاريخ، وذلك لأن الإسلام حوّل هذه الفكرة من غيب إلى واقع، ومن مستقبل إلى حاضر ... فلم تعد فكرة المهدي فكرة تنتظر ولادتها، بل واقعاً قائماً ينتظر المسلمون المؤمنون بها فاعليته، وينتظرون...

تمثل عقيدة الإمام المهدي منذ فجر التاريخ الديني، فكرة دفاع عن المظلومين والمعذبين على مر التاريخ، وذلك لأن الإسلام حوّل هذه الفكرة من غيب إلى واقع، ومن مستقبل إلى حاضر ... فلم تعد فكرة المهدي فكرة تنتظر ولادتها، بل واقعاً قائماً ينتظر المسلمون المؤمنون بها فاعليته، وينتظرون بلهفة اللحظة التي يتاح له فيها أن يمد يده إلى كل مظلوم وكل محروم ويقطع دابر الظالمين على ارض الإسلام.
تتحدث (موسوعة الإمام المهدي) لمؤلفها "السيد محمد الصدر، في أجزائها الأربعة عن بواطن قضية الإمام وظواهرها، وتكشف لنا عن حقائق كثيرة أفاض علينا سماحته بها. وأجاب فيها عن تساؤلات شتى ما زالت تشغل بال المؤمنين منها مثلاً: كيف تأتى لهذا الإنسان أن يعيش هذا العمر الطويل؟ وإذا كان المهدي إسماً لشخص محدد هو إبن الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذي ولد سنة (256) ه وتوفي سنة (206) ه، فهذا يعني أنه كان صغيراً عند موت أبيه، وهي سن لا تكفي للمرور بمرحلة إعداد هذا الشخص لممارسة دوره الكبير، دينياً وفكرياً وعلمياً؟
ومنهم من يسأل أيضاً ما هو الدليل العلمي والشرعي القاطع على وجوده؟ وهل تكفي بضع روايات تنتقل عن النبي (ص) للتسليم بالفرضية المذكورة؟ .. إلى آخر ذلك من تساؤلات تحفز الفكر وتدعو المسلمين إلى التفكير في هذه القضية الغيبية التي تقول أن للإنسانية يوماً موعوداً تتحقق فيه رسالات السماء على الأرض. جميع هذه الإشكاليات، والرد عليها يجيب عنها الإمام "محمد الصدر" في الأجزاء الأربعة المتضمنة لهذه الموسوعة وهي:
الجزء الأول: تاريخ الغيبة الصغرى.
الجزء الثاني: تاريخ الغيبة الكبرى.
الجزء الثالث: تاريخ ما بعد الظهور.
الجزء الرابع: اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني.
وهكذا تتكفل هذه الموسوعة بعرض تاريخ الإمام المهدي من وجهة النظر الإمامية ابتداء بميلاده ومروراً بغيبته، وانتهاءً بظهوره ودولته، مع إعطاء السمات العامة للبشرية اللاحقة للظهور إلى قيام الساعة ...