-
/ عربي / USD
إن المشكلة التي خلفها وراءه الدكتور كمال الصليبي لا تكمن في محتوى نظريته بالدرجة الأولى، بل في المنهج غير التاريخي الذي طبقه على مسألة تاريخية هي غاية الحساسية، ذلك أن المقولات غير المدعمة علمياً تصدر عن مؤرخ مرموق يمكن أن تقود إلى مزالق ومتاهات أكثر مما توصل إلى حقائق تساهم في النهضة التي يشهدها علم التاريخ وعلم الآثار اليوم في هذه المنطقة من العالم. وقد ساعدت هذه المقولات بالفعل بعض المؤلفين المتأثرين بالدكتور الصليبي على تجاهل المنهج التاريخي لصالح التبرير والرؤية الإنفعالية والإيديولوجية لأحداث التاريخ.
إن ما يلي من صفحات هذا الكتاب هو علمي هادىء يستند إلى الحقائق التاريخية والآثارية في مقابل المنهج اللغوي والأحادي لكمال الصليبي وهي مقابل المواقف الإنفعالية والإيديولوجية التي يصدر عنها آخرون. ويتوجب عليّ أن ألفت نظر القارىء الكريم، منذ البداية، إلى أن التوكيد على منطقة فلسطين كمسرح للحدث التوراتي لا يتضمن الإقرار بتاريخية هذا الحدث، ذلك أن محرري التوراة الذين عكفوا على تدوين أسفاره منذ أواخر القرن السادس قبل الميلاد، كانوا يهدفون إلى التأصيل للديانة اليهودية التي أخذت ملامحها بالتوضح عقب عودة بقية سبي يهوذا من بابل، وابتكار جذور للمعتقد التوراتي تضرب في تاريخ فلسطين القديم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد