-
/ عربي / USD
يتناول هذا الكتاب بالتحليل العميق المبدأ الكوني للشر، إلا أن مجال البحث سوف يتسع ليشمل ما يمكن أن ندعوه بلاهوت التاريخ، أي الإعتقاد بأن صيرورة الزمن الدنيوي وفعالية الإنسان فيه هما ناتج لتدخل المشيئة الإلهية وتكشّف عن القصد الإلهي في عالم البشر والطبيعة والمادة.
وبذلك يتحول تقصينا لفكرة الشيطان في معتقد ما إلى تقصٍ أشمل يطال جوهر هذا المعتقد في مسائل الخلق والتكوين ومراحل الزمن التالية، وصولاً إلى اليوم الأخير وإنقضاء الدهر، فالحياة الثانية؛ أي تقصٍ لمفهوم ذلك المعتقد عن التاريخ، بداياته وأواسطه ونهاياته، وطبيعة فهمه الله والعالم والإنسان، وللعلاقة بين أركان هذا الثالوث الذي تدور حوله كل الإيديولوجيات الدينية.
كما سنتوقف عند تيارات روحية ذات صلة بموضوعنا مثل الغنوصية، والأسفار التوراتية المخفية (أو غير القانونية) التي أحدثت ثورة صامتة ضمن الفكر التوراتي الرسمي، ومهدت الطريق أمام المسيحية.
اخيراً، لا بد من بوحٍ شخصي بخصوص دوافع هذه الدراسة وبواعثها، ولماذا الشيطان في هذا الأوان! في هذه الفترة القاتمة من زمن الإنسان، آنَ يبدو الشيطان وقد أمسك بزمام العالم، وآنَ ينمو الشر مثل الفطر في كل تربة وأرض، نحن أحوَج ما نكون إلى تقصي طبيعة الشر على كل مستوى.
ولعل الإبتداء بالرمزية الدينية (وهي إختصاصي على كل حال) تكون فاتحة لمثل هذا التقصي الضروري في أعماق النفس وفي الآفاق، علّنا نمسك ببعض الخيوط التي تتحكم بالمستقبل المجهول، الذي تلوح لنا سنواته القريبة المقبلة وكأنها ترفُ فوق هاوية الجحيم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد