-
/ عربي / USD
ينشأ كل دين في بيئة ثقافية معينة تقدم له الخلفية الإعتقادية والميثولوجية التي يشيد بنيته الجديدة انطلاقاً من نقدها وتجاوزها، ولكن مع الإبقاء على بعض آثار تلك الخلفية القديمة، فالعلاقة بين القديم والجديد هنا علاقة جدلية، يتبادل الإثنان فيها التأثر والتأثير وصولاً إلى حالة من الإستقرار يلتقي عندها الإثنان في تركيب لا يشبه أياً منهما.
هي هذه الدراسة التي أتابع فيها ما بدأته في كتابي السابق الإنجيل برواية القرآن، لا أنطلق من موقف مسبق من مسألة التشابه بين القصص القرآني والقصص التوراتي، وإنما من موقف باحث يعتمد منهج علم الأديان المقارن، أما عن مادة المقارنة، وهي التي دعوتها بالقصص، فإنها لا تقتصر على القصص بمفهومه الضيق، مثل قصة يوسف والطوفان الكبير، بل تشتمل ايضاً على أخبار الأنبياء، وعلى مسائل لاهوتية معينة مثل البعث والقيامة وما إليها من تصورات أخروية، وموضوعات متفرقة أخرى، ومن الجدير بالذكر أن المادة التوراتية التي اعتمدتها للمقارنة لا تقتصر على ما ورد في الأسفار الرسمية للكتاب، وإنما تتعداها إلى تلك الأسفار غير الرسمية التي بقيت على هامش التوراة، ولكنها أدت مع ذلك دوراً هاماً في تشكيل الصيغة الأخيرة لليهودية بدءاً من القرن الثاني الميلادي وهي اليهودية التلمودية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد