-
/ عربي / USD
يعاني الفكر الإسلامي المعاصر قطيعةً معرفية مع الحقبة التأسيسية الأولى من تاريخه، أي تلك التي كانت الحضارة الإسلامية فيها في أوج ازدهارها. ولكي يتم تجديد هذا الفكر على أسس راسخة، لا بد من إعادة قراءة تلك الحقبة وفق أحدث المناهج العلمية المستخدمة في تاريخ الأفكار والعلوم.
لا شك في أن مناخًا من الحرية ساد الساحة الفكرية الإسلامية في القرون الأولى للهجرة، حين اختلف أئمة المذاهب على الاتجاه السنّي – كما اختلف الأصوليون المتقدمون من بعدهم – حول أهم العلوم الإسلامية، وهو علم أصول الفقه، أي المصادر الأساسية التي تستنبط منها أحكام الشريعة والقواعد التي تتحكم في استنباطها، وقد عُدّت اختلافاتهم تلك اجتهادًا معترفًا به من جانب جميع الأطراف ومنتشرًا على نطاق واسع.
لكن كيف آلت الأمور إلى ما نحن عليه، وما هي الاختلافات والتعديلات والتحولات التي مر بها هذا العلم حتى وصل إلى حالة من الجمود والتشدد ما تزال المجتمعات الإسلامية، وبخاصة العربية، تعانيها حتى يومنا هذا، إلى الدرجة التي تتوجه فيها أصابع الاتهام بالخروج عن «المعلوم من الدين بالضرورة» إلى كل من يحاول الاجتهاد فيه؟
لاستكمال البحث من جميع جوانب هذا العلم، يقدم هذا الكتاب دراسة تطبيقية على أحكام الحجاب أجرتها المؤلفة سراب حافظ مع تركيزها على نوعية الأصول التي اعتمدت عليها على مستوى الاستدلال والقواعد التي تحكمت في استنباطها، والكشف عن الاختلافات والتعديلات والتحولات التي مرت بها عبر أهم المحطات التاريخية التي قطعتها، وعن معلومات تم تغييبها عن عامة المسلمين على مدى قرون، على نحوٍ مقصود أو غير مقصود.
يتضمن الكتاب ثمانية فصول، فضلاً عن المقدمة والخاتمة والمراجع والفهرس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد