-
/ عربي / USD
قيمة أي إبداع إنما تسكن الموقف من الميثولوجيا، تسكن تحديداً المكان الذي ينتمي إلى طينة الإبداع، وهو ما يعني أن قيمة المكان إنّما تسكن ميثولوجيا المكان، لأن هذه الميثولوجيا هي التي تبدع هوية المكان.
هوية هذا المكان، لتمييزه عن أيّ مكان؛ فهي وحدها المفوّضة بتلفيق واقع المكان، الذي لن يكون في النتيجة سوى ذخيرة المكان، ثروة المكان، التي ستسوّق كحجّة تصنع مجد المكان.
ولكن هل تكتفي الميثولوجيا بإعتناق دور الناطق بلسان المكان كمكان؟.
الواقع أننا لا نستطيع أن نعترف للميثولوجيا بهذا الشرف ما لم تتفوق على نفسها، وتنتحل صلاحيات الناطق الرسمي باسم روح المكان، وليس باسم المكان، كمجرد مكان، فهذه الكاهنة التي ترطن بلسان الشعر، وتعتنق دين الفلسفة، وتحترف تلاوة صلواتها في محراب معبودٍ هو الوجود، تتباهى بماهيّة ترجمان الزمن الضائع، مستعيرةً سلطة ذاكرة: ذاكرة الواقع المنسي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد