-
/ عربي / USD
إن الإنسان مركب من جسم ونفس وعقل وروح، ومعلوم أن الدين الإسلامي الكامل جامع للإحتياجات الإنسان الجسمية الحسية الملكية الظاهرة، ولإحتياجاته النفسية والقلبية الملكوتية الباطنة، ولإحتياجاته الروحية الجبروتية الخفية.
وكما أن إصلاح الأجسام بالمأكل والمشرب وإعتدال المزاج، وإصلاح اللسان بعلم النحو، وإصلاح العقل بعلم المنطق، فإن إصلاح القلب بنحو القلب، هو علم توحيد الشهود والعيان، المشار إليه بمقام الإحسان بعد توحيد الدليل والبرهان المشار إليه بمقام الإيمان، وعلم تزكية النفس وتطهير القلب من الرذائل وتحليتهما بالفضائل، ويتحقق ذلك بالتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن الكريم، والقرآن الكريم كلام الله تعالى، وكلامه صفته، والصفة قائمة بالموصوف لا تنفك عنه، فكان خلقه صلى الله عليه وسلم خلق الله تعالى وهو القائل: "إن الله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة"، والقائل صلى الله عليه وسلم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي" والقائل صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وفي إطار الحديث عن نحو القلب المتعلق بمعرفة الرب بعد معرفة النفس إذ بعد التخلية من أوصاف النفس البهيمية توجد التحلية بالأوصاف الربانية الواردة في القرآن الكريم والسنّة الشريفة من خلال تجليها بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، قولاً وفعلاً وتقريراً وحالاً، جسداً ونفساً وقلباً وعقلاً وروحاً وسرّاً حتى إنتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى جل جلاله وتبارك اسمه.
نقدم للقرّاء الكرام مخطوطاً نفيساً في هذا الشأن للشيخ العلامة قدوة المحققين وسلطان المسلكين علي بن ميمون الحسني الإدريسي، وحصلنا عليه من مخطوطات جامعة الملك سعود.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد