-
/ عربي / USD
"قضيتُ ليلة سفري أفكّر في ما عساهم سيقولون عن أوْبتي الفاشلة إلى بلدي؛ عماد ونيكول وسليمة ورؤوف، أعرف ما قد يقولون عن رَجْعتي خائباً: "آبَ فِرْغاً"؛ "جاءَ خاويَ الوِفاض"؛ رَجَع يخفَّي حُنَيْن"؛ "عاد صِفْر اليديْن"... إلخ.
ماذا ينتظرون منّي؛ أن أكون، مثلاً، نظيرَ عماد؟ هذا دونه خَرْطُ القَتاد، من أنا لأكون سِيّاً له وضَرِيباً؟ هو متفوّق، فهيمٌ من الفُهماء الحّذَّاق النّقاريس؛ ليس في حياته غيرُ الكتِاب والتّفكير في القضايا العامّة.
يَسْتَئِن أمام المشكلات أناةَ الواثق بعقله، ويترؤأ في أموره ترويئاً ولا يندفع.
لذلك كان له من خَرْجَته من المغرب غزيرُ المُقْتَنص، وها هو بعد كم من شهر سيتوِّج جهدَه بنيل الدكتوراه والأوْبةِ ظافراً.
لذلك هو منفوسٌ عليه من آخرين، أمّا أنا فلا أقارِن نفسي به لكي أَنّفُس عليه؛ فأنا نُكِبْت قبل أن يشتدّ عودي، أمّا هو فلم يَطْلُع من فراغ، بل مِثْل السّنبلةِ من أرضٍ خصب.
مع ذلك، لا بأس: فليقولوا ما شاؤوا، يكفيني أنّني قضيتُ أطول إجازة سياحيّة في عاصمة الدّنيا أنفقتُ عليها من عرق جبيني.
أستحقّ هذه السيّاحة بعد الذي جرى لي في حياتي".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد