-
/ عربي / USD
اغتيل الرئيس السوري أديب الشيشكلي (المولود في حماة 1909) في مقاطعة غوياس بالبرازيل عام 1964، ولم تتح له رحلة العمر القصيرة أن يدوّن مذكراته.ولربما أنه لم يأبه بكتابة المذكرات لثقته بأن التاريخ سينصفه يوماً ما.
يقدم هذا الكتاب - بالإضافة إلى سيرة وتاريخ العقيد الشيشكلي الذي قام بانقلابه العسكري الثالث في سورية في التاسع عشر من كانون الأول (ديسمبر) 1949 - شهاداتٍ ووثائقَ تُنشر للمرة الأولى. تأتي أهمية هذه الشهادات والوثائق من أنها صدرت عن كتابات السياسيين وشهود التاريخ من عسكريين ومدنيين، كان بعضهم من المناهضين لانقلاب العقيد الشيشكلي، الذي أصبح رئيساً للجمهورية فيما بعد. ترجم فريق عمل هذا الكتاب المئات من وثائق وزارات الخارجية للدول العظمى الفاعلة آنذاك، الأمريكية والفرنسية والبريطانية. واستحضر ذاكرة العديد ممن عرفوا الرئيس الشيشكلي او شهدوا كفاحه، سواء في فلسطين، أو سورية، في مشروع للمراجعة التاريخية استغرق منهم سنوات.
تتجلى أهمية سرد سيرة العقيد الشيشكلي والتأريخ لحقبته في أن هذه الحقبة ما تزال حتى الآن موضوعاً للكثير من الكتب والأبحاث والبرامج المتلفزة التي ظهرت طوال العقود الماضية، فما الذي يضيفه هذا الكتاب إلى كل ما سبق؟
نرى أن هذا الكتاب سيورد ما لم تورده الإصدارات السابقة عن سيرة أديب الشيشكلي وحياته. فهناك مسألتان تميزان عهد الشيشكلي عن سائر العهود التي مرت على سوريا بعد تخليه عن الحكم..
الأولى: أن سوريا، حسب الوثائق والشهادات، عرفت في عهده عصرها الذهبي في كل مجالات الحياة اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً، الأمر الذي لم يتكرر منذ تاريخ الاستقلال وحتى اليوم.
الثانية: عندما شعر الرئيس، في اللحظات الأخيرة، أن القوى المتصارعة على الحكم بين مؤيد لحكمه ومناهض قد تدفع البلاد والجيش الذي حرص على بنائه وتقويته إلى حرب أهلية، أو صدام مسلح بين فرقاء الجيش وقادته، آثر الاستقالة حقناً للدماء، وغادر البلاد، مع أنه كان يمتلك القوة العسكرية للقضاء على الانقلابيين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد