-
/ عربي / USD
تشير الاختلافات التي تمَّ تحديدها بين الخطابات الثلاثة إلى صراع داخل المجتمع العَلَوِيِّ في تمثيل تاريخهم ومعتقداتهم. قد تكون هذه الاختلافات نابعة من الاختلافات اللَّاهوتية الواضحة بين المشايخ العَلَوِيِّيْن من مختلف فروع وفِرَق الدِّيْن العَلَوِيِّ. عندما سألتُ مصادري عن هذه الاختلافات العَلَوِيَّة - العَلَوِيَّة، قالوا كلُّهم إنها هامشية، وليس لها أيُّ أهمِّيَّة. بطبيعة الحال، إن الاعتراف بالخلافات الدَّاخليَّة اعترافٌ بالضعف والانقسام، وقد يكون هذا سبباً في أن أحداً لم يرغب في الحديث عنها خلال تناوُلهم موقفهم المتصوَّر من الخضوع للهيمنة. وربَّما هناك سبب آخر هو أن تلك المناقشات اللَّاهوتية تجري داخل دوائر عَلَوِيِّيْن مُلقَّنين، وهي بالتالي شيء يخرج عن نطاق اهتمام العَلَوِيِّيْن العاديِّيْن وشؤونهم.
تتأثَّر الكيفية التي يرى بها العَلَوِيُّون أنفسهم في هذه المرحلة من الزمن تأثُّراً كبيراً بكيفية تفسيرهم التاريخ. فالتاريخ يحدِّد كيفية رؤية الحاضر. لكن التاريخ يفسَّر أيضاً ويُمثَّل وَفْقاً لكيفية رؤية المرء حالتَه الحالية. يجب النَّظَر إلى السَّرْدِيَّة التَّاريخيَّة، وإلى العلاقة مع أهل السُّنَّة الحاكمين كعلاقة جَدَليَّة. يتناول الفصلان التاليان كيف يبني العَلَوِيُّون عالمَهُم الاجتماعيَّ والسياسة المعاصرة في سورية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد