-
/ عربي / USD
ذلك أن الدولة الكيانية، تلك التي تُوصَم، تبخيساً وذَمَّاً وقَدْحَاً بـ “القُطْرِيَّة”، كانت في الغالب، وفي منطقتنا، نتاج مساومة، عُدَّت ضِيْزَى، بين داخل آل إلى الاستقلال قبل أن يستوي أوطاناً وبين خارج، قوى نافذة كانت مُستعمِرَة، عمَّمت أنموذج الدولة - الأُمَّة داخل كلِّ حيِّز أقامتْهُ، وعيَّنت له حدوداً دولية، واعترفت بها قانوناً. هي مساومة ضِيْزَى، أو عُدَّت كذلك، لأنها جعلت الحدود المرسومة مُسبَّقاً أو تعسُّفاً أساس الكيان عوض أن تضطلع مكوِّناته الداخلية بتلك الوظيفة التأسيسية، ما يعني أن الكيانات قامت حدوداً قبل أن تقوم أوطاناً، لكنْ، ما لا سبيل إلى نكرانه، من وجه آخر، أن تلك الصيغة الكيانية ثبتت واستقرَّت وتعذَّر إبطالها، طوعاً أو بالقوَّة، على ما دلَّ إخفاق تجارب الوحدة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد