الهرمنيوطيقا تعمل على مواءمة النص المقدس مع روح العصر، وتبوح براهنية معانيه في سياق لغوي ومعرفي وثقافي ومجتمعي راهنٍ، وتمنحنا رؤية رحبة تعيد إكتشاف مقاصد القرآن الكريم، وتضيء بصيرتنا بما تنشده رسالة الوحي للإنسان، في ضوء الأفق التاريخي لواقعنا.
تحت عنوان "الهرمنيوطيقا والتفسير الديني للعالم" يجتمع نخبة من المفكرين العرب ليعرض كل واحد منهم مفهومه للهرمنيوطيقا في كتاب من إعداد وتحرير الدكتور عبد الجبار الرفاعي ومقالات تضم ترجمات في مسألة الهرمنيوطيقا لفلاسفة من الغرب.
من هنا جاء الكتاب ليعرض عبر مقالات نقدية مختلف وجهات النظر والرؤى حول تأويل النص الديني في الديانات المختلفة، يتعرف خلاله القارئ على مناهج جديدة في قراءة النص الديني وأدوات تسهم في عملية بناء الدلالة، وتصوغ نوع الفهم لكل فيلسوف ولكل عصر، وكما يقول الدكتور عبد الجبار الرفاعي في معرض تقديمه لهذا الكتاب "فالرؤية للعالم التي يتبناها المتكلم والمفسر والفقيه مثلاً، ونمط إيمانه ومعتقداته، ومحيطه وثقافته، تعمل على فرض موقف يتناغم معها، فلو كان معتزلياً أو شعرياً أو إمامياً أو ماتريدياً أو أباضياً، يبدو له معنى النص على وفق رؤيته الإعتقادية".
يضم الكتاب (20) مقالاً وحواراً متعددة القراءة والتأويلات حول مفهوم الهيرمنيوطيقا جاءت تحت العناوين الآتية: 1-رائد الدرس الهرمنيوطيقي بالعربية أمين الخولي / د. عبد الجبار الرفاعي، 2-مسألة الهرمنيوطيقا اللاهوتية / بولتمان، 3-تطور الهرمنيوطيقا اللاهوتية / ويرنرج. جينرود، 4-النص الديني ورهانات المعنى السياسي / د. وجيه قانصو، 5-عن القرآن الكريم وفعل القراءة وإنتاج الدلالة / د. علي مبروك، 6-الهرمنيوطيقا وتدخل الذات في الموضوعات التي نفهمها؟ / حوار مع طيب تيزيني، 7-معنى المعاني / حوار مع محمد مجتهد شبستري، وعناوين أخرى ذات صلة.