-
/ عربي / USD
أمضى الأديب الجورجي نوادر دومبادزه (1928 - 1984) سنوات طفولته وشبابه في زمن تاريخي ثقيل الوطأة، شديد القسوة على الصعيدين المجتمعي والشخصي، فقد وُلد لأبوين مثقفين جورجيين، وكان أبوه واحداً من القادة الشيوعيين المعروفين محلياً في تبيلسي، عاصمة جمهورية جورجيا الجبلية القوقازية، غير أن الصراعات العنيفة التي نشبت منذ بداية الثورة، عملياً، بين القيادات الشيوعية، وأفضت بعد وفاة لينين (1924) إلى انتصار ستالين على تروتسكي وطرّده من الإتحاد السوفيتي (1929)، واستمرت تتصاعد وتتسع، ولا سيما في أعقاب المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي السوفيتي (1934)، حتى بلغت ذروتها في ما يعرف بمرحلة التصفيات الستالينية آواخر ثلاثينيات القرن العشرين، يومها شرعت الثورة تلتهم أبناءها بوحشية لا تعرف شيئاً من الرحمة أو القانون.
يتصدى دومبادزه في "الرايات البيضاء" لموضوع يلامس صلب النظام الإجتماعي السياسي في بلاده عام 1967، يوم كانت جزءاً من النظام الشيوعي، أي بعد مرور خمسين عاماً على قيام الإتحاد السوفيتي، إنه يوجه أنظارنا إلى بعض من المشكلات الأساسية (إلى ما نسميه اليوم فساداً في الإدارة والقضاء، وخراباً في البنية الإجتماعية...) التي يعاني منها المجتمع الجورجي، والنظام السياسي الشمولي عموماً، فيضع تلك المشكلات، متمثلة في عشرة موقوفين قيد التحقيق، تحت المجهر في حيز ضيق، كاشف، لا داعي فيه للكذب، هو غرفة السجن.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد