كنتُ أعرف أن رفيقاتي معجباتٌ به بشدّة، لكنّي كنت مريضةً به: أفكّر فيه ليلَ نهار، أكتب اسمه على هوامش دفاتري وكتبي بأحرفٍ سريّة اخترعتُها من أجله فقط.أسرقُ بقايا قوالبَ الطباشير الصغيرة التي يرميها جانباً في نهاية كلّ درس، أتكلم عنه مع مَن ألتقيهم وأسألهم بشغف: "أتعرفون...
كنتُ أعرف أن رفيقاتي معجباتٌ به بشدّة، لكنّي كنت مريضةً به: أفكّر فيه ليلَ نهار، أكتب اسمه على هوامش دفاتري وكتبي بأحرفٍ سريّة اخترعتُها من أجله فقط.
أسرقُ بقايا قوالبَ الطباشير الصغيرة التي يرميها جانباً في نهاية كلّ درس، أتكلم عنه مع مَن ألتقيهم وأسألهم بشغف: "أتعرفون الأستاذ جواد؟"، ثمّ أبدأ بسرد الحكايات، بعضُها لا أصلَ له؛ وبعضها حقيقة، لكنني أضيف إليها ما يتفتّق عنه عقلي من أكاذيب طفوليّه مضحكة: "الأستاذ جواد أذكى شخص في العالم، كان يدرْس في أهمّ الجامعات في أمريكا"؛ "الأستاذ جواد فاز في مسابقة العالم بالفيزياء!"؛ "كذلك قابله مرّةً رئيس البلاد ودعاه إلى الغداء في بيته"؛ "عندما زار الأرجنتين استقبله رئيسُها ودعاه إلى البقاء هناك للإستفادة من ذكائه، لكنه رفض...".