"كُلَّ كلامٍ سَمِعْتَ مِنَ العَطَّارِ هُوَ بِكْرٌ".فريد الدين محَمَّد بن إبراهيم النَّيْشابوري المَعروف بـ العطَّار 627 - 537هـ، شيخٌ كَبيرٌ وعارِفٌ مُتَصَوِّفٌ، وَشاعِرٌ إلهيٌّ عالي القدر، يُعَدُّ عَلَماً مِنْ أَكابِرِ أَعلامِ الشِّعْرِ العِرْفانيّ، شِعْرُهُ نَفيسٌ، عالي...
"كُلَّ كلامٍ سَمِعْتَ مِنَ العَطَّارِ هُوَ بِكْرٌ".
فريد الدين محَمَّد بن إبراهيم النَّيْشابوري المَعروف بـ العطَّار 627 - 537هـ، شيخٌ كَبيرٌ وعارِفٌ مُتَصَوِّفٌ، وَشاعِرٌ إلهيٌّ عالي القدر، يُعَدُّ عَلَماً مِنْ أَكابِرِ أَعلامِ الشِّعْرِ العِرْفانيّ، شِعْرُهُ نَفيسٌ، عالي مَرتَبَةِ النَّظْم، لَطِيْفُ المعاني، وَهُوَ كثيرُ الآثار، يُنْسَبُ له ما يربو على 150 كتاباً، أَشهَرُها كِتاب منطقِ الطَّير أو مقامات الطُّيُور، كِتاب إلهي، كِتاب الأسرار، كتاب المَصائب، والدِّيْوان.
يُعْتَبَرُ كِتابُ العَطَّارِ هذا دِيْوان أشْعار العَطَّار، أهَمَّ كُتُبِهِ وَأعلاها قِيْمَةً وَأَرْفَعَها مَنْزِلَةً مِنْ حَيْثُ الصِّياغَةُ والمَعاني، وَهُوَ مُشْتَمِلٌ على ثمانِ مائِةٍ وَإحْدى وَسَبْعِيْنَ مِنَ الغزليَّاتِ وَثلاثِيْنَ مِنَ القَصائِدِ الطَّوْيَلَة وَعِشْرِيْنَ مِنَ التَّرْجِيْعات، نَقَلْتُها مِنَ الفارِسِيَّةِ إلى العَرَبِيَّةِ شِعْراً.
شِعْرٌ مَنْقُولٌ بِالشِّعْر، في إناءٍ لا تَفْسُدُ بِهِ خَمْر، ولا يُصِيْبُهُ كَسْر، صافٍ صَفاءَ زُجاج شَآمِيّ، مِسْكِيُّ عَبيرٍ كنافِجَةِ غَزالٍ تُرْكستانِيّ.
أرجُو أنْ أكُونَ قَدْ وُفِّقْتُ في نَقْلِ هذا الأَثَرِ الجَليلِ الجَميل إلى لُغَتِنا العَرَبِيَّةِ الجَمِيْلَةِ، وَأَدْعُو اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَ هذا العمَلُ نافِعاً وَمُبارَكاً.