مثل عملٍ فنيّ - كرّرَت ثم رفعت نظرّها عن اللوحة في إتجاه غرفة الجلوس وعادت تنظر إلى اللوحة ثانية، يجب أن ترتاحَ قليلاً.بينما كانت تأخذ قسطاً من الراحة وتنقّل نظرَها بين اللوحة ودرج الغرفة بشيء من الضبابية انتصب فوقها ذلك السؤال القديم لا ينفكّ يعبر سماءَ الروح...السؤالُ...
مثل عملٍ فنيّ - كرّرَت ثم رفعت نظرّها عن اللوحة في إتجاه غرفة الجلوس وعادت تنظر إلى اللوحة ثانية، يجب أن ترتاحَ قليلاً.
بينما كانت تأخذ قسطاً من الراحة وتنقّل نظرَها بين اللوحة ودرج الغرفة بشيء من الضبابية انتصب فوقها ذلك السؤال القديم لا ينفكّ يعبر سماءَ الروح...
السؤالُ الضخم الذي يتشكل في لحظات كهذه آنّ تُطلق لمشاعرها العِنان وتدَعُها تتدفق... توقف فوقها وأرخى عليها ظلالَه: ما هو معنى الحياة؟... هذا كل شيء - سؤال بسيط... سؤالٌ يلحّ على المرء مع مرور السنين.
لم يهبط ذلك الوحيُ العظيم قط... ربما لم يهبط هذا الوحي العظيم أبداً... فعوضاً عن ذلك كانت هناك تلك المعجزات اليومية الصغيرة...
تلك الإشراقات... تلك الأضواء الخافتة التي تتلامَع فجأة في الظلام... ها هو واحد منها... هذا وذلك وذاك... هي وتشارلز تانسلي والموجة المتكسّرة... السيدة رامزي وهي تجمعهما معاً... السيدة رامزي وهي تقول "الحياة تتوقف هنا"... السيدة رامزي وهي تحوّل اللحظة إلى شيءٍ أبديّ (كما حاولت ليلي تحويل اللحظة إلى شيء أبديّ في مجالٍ آخر) - هذه هي طبيعة الوحي...
فمن وسط الفوضى يتخَلَّق الشكل... وقد أخذ هذا العبور والتدفق الأبدي شكله واستقرّ (نظرت إلى الغيوم تعبُرُ والأغصان تتمايل)...
الحياة تتوقف هنا، قالت السيدة رامزي... "السيدة رامزي! السيدة رامزي!" - كرّرَت... كانت تدين لها بهذا كله.