ما الواقع الفكريّ العربيّ، اليوم، على مستوى السائد؟ الجواب، كما يبدو لي، هو أن حضارة الآخر غمرت الذات، بحيث لم يَبْقَ من ثقافتها إلا أمران: لغويّ، يتمثّل في المعجم اللّغوي العربي، وديني يتمثل في قراءة خاصة للإسلام، ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالسياسي والسلطوي.أما ثقافة الحياة -...
ما الواقع الفكريّ العربيّ، اليوم، على مستوى السائد؟ الجواب، كما يبدو لي، هو أن حضارة الآخر غمرت الذات، بحيث لم يَبْقَ من ثقافتها إلا أمران: لغويّ، يتمثّل في المعجم اللّغوي العربي، وديني يتمثل في قراءة خاصة للإسلام، ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالسياسي والسلطوي.
أما ثقافة الحياة - التقنية خصوصاً، وأصولها العلميّة والرياضيّة والفلسفيّة، فتجيء من الآخر، وعبثاً تتوهَّم هذه الذات أنها تقدر أن تواجه الآخر بلغتها ودينها.
على العكس، إن هذا الآخر يهيمن اليوم على عقلنا وطرق تفكيرنا أكثر منه في أي وقت مضى، حتى ليمكن القول إن ثقافتنا اليوم هي جسدٌ أجنبي بثوبٍ عربي.
يؤسس النّقد، دائماً، لبدايات كلام آخر.