سيأخذنا هذا الكتاب في جولة عبر التاريخ الطبيعي تبدأ بما قبل داروين وبالداروينية ثم بالداروينة الحديثة، لنقرأ معاً رحلة تشارلزداروين الشاب على ظهر سفينة البيجل في الفترة 1831 إلى 1836 بإعتباره طالباً في التاريخ الطبيعي يجمع العينات ويرصد التغايرات والإختلافات بين الأنواع...
سيأخذنا هذا الكتاب في جولة عبر التاريخ الطبيعي تبدأ بما قبل داروين وبالداروينية ثم بالداروينة الحديثة، لنقرأ معاً رحلة تشارلزداروين الشاب على ظهر سفينة البيجل في الفترة 1831 إلى 1836 بإعتباره طالباً في التاريخ الطبيعي يجمع العينات ويرصد التغايرات والإختلافات بين الأنواع ويدّون الملاحظات، ثم يعود وكله شوق ولهفة ليغوص في عيناته وملاحظاته عاكفاً على كتابة تقارير الرحلة، وبعدها يظهر كتابه الرائع الموسوم "أصل الأنواع" عام 1859 إلى العالم ليغيّر وجهه ويقلبه رأساً على عقب بأفكاره الثورية التي سوف تقود علم التاريخ الطبيعي إلى أبعد من ذلك، إلى أفق آخر معلناً قرانه بعلم الوراثة تلك الحلقة المفقودة التي كان يبحث عنها داروين على الرغم من حضورها وقربها منه، أي في عصره: كانت في يد اهب وباحث مغمور يعمل لسنوات بصبر وكد دؤوبين من أجل تحقيق تجاربه القائمة على تهجين نبات البازلا، هو غريغور مندل، لينهي الخلاف الدائر آنذاك حول مسألة التخالط أو الإمتزاج الوراثي ويبرهن على زيفها. وتستمر المسيرة ليكون إسهام الكيمياء الجزيئية مع منتصف القرن العشرين، بإكتشاف التركيب الكيميائي لجزيء الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين القابع في خلية الكائن والذي بدوره يقوم على نسخ نفسه ويحافظ على بنيته حاملاً كل المعالم والسمات للأجيال المتعاقبة - الشيفرة الوراثية، وذلك كله بفضل وجهد العالمين كريك وواتسون، اللذان أعلنا عن التركيبة نفسها وإعتبارها لغة الحياة وسر من أسرارها الدفينة.