هذا الكتاب ليس كتاباً نقدياً، فلا يعنى ببيان الحسن والردئ، ولا يتطلع لكشف المحاسن والعيوب، ولا يبحث في طبيعة الأعمال الأدبية للشاعرين الكبيرين شكسبير وشوقي، ولا يجري تقييماً فنياً لها، فتلك مهارات لا يقدر عليها إلا النقاد بما يملكون من مؤهلات وتجارب وفكر وحسن نقدي، أما ما...
هذا الكتاب ليس كتاباً نقدياً، فلا يعنى ببيان الحسن والردئ، ولا يتطلع لكشف المحاسن والعيوب، ولا يبحث في طبيعة الأعمال الأدبية للشاعرين الكبيرين شكسبير وشوقي، ولا يجري تقييماً فنياً لها، فتلك مهارات لا يقدر عليها إلا النقاد بما يملكون من مؤهلات وتجارب وفكر وحسن نقدي، أما ما سُطِّر في الكتاب فهو قراءة جديدة للشاعرين في عملين من أعمالهما المسرحية، ترويض الشرسة لشكسبير والبخيلة لشوقي. الكتاب يبحث في واحدة من (الشطحات) المسرحية التي قدمها كل من الشاعرين، والشطط الخيالي الذي صاحبهما في تجربتين مسرحيتين فريدتين قياساً على ما اعتاده الناس في أعمالهما، حيث خرجا عن المألوف في تقديم صورة المرأة، المألوف الذي تعودنا عليه في أعمالهما والمألوف في المرأة بوجه عام. قدم شكسبير المرأة شرسة مستبدة متسلطة متمردة في مسرحية ترويض الشرسة، وقدمها شوقي بخيلة ضنينة ممسكة في مسرحية البخيلة، هذا بالإضافة إلى نماذج أخرى من المفارقات الأنثوية التي ظهرت في بعض أعمالهما الشعرية والمسرحية.