شارك هذا الكتاب
النظام والكلام
الكاتب: أدونيس
(0.00)
الوصف
إن الأزمة العربية الحقيقية ليست سياسية إلا ظاهرياً . فهي ، جوهرياً ، كما تبدو لي ، ثقافية ، من حيث أن الثقافة ، وبخاصة في جوانبها الإبداعية ، هي الإفصاح الأعلى عن الهوية . وإذا أدركنا أن المجتمع العربي بدأ ينهار إبداعياً منذ بدايات الهيمنة العثمانية عليه ، وأن السياسات...
إن الأزمة العربية الحقيقية ليست سياسية إلا ظاهرياً . فهي ، جوهرياً ، كما تبدو لي ، ثقافية ، من حيث أن الثقافة ، وبخاصة في جوانبها الإبداعية ، هي الإفصاح الأعلى عن الهوية . وإذا أدركنا أن المجتمع العربي بدأ ينهار إبداعياً منذ بدايات الهيمنة العثمانية عليه ، وأن السياسات الوطنية ، بعد زوال الإستعمار الحديث ، لم تنهض على ثقافة إبداعية ، بل على ثقافة إيديولوجية – تبسيطية ، ندرك اليوم بعضاً من أسرار هذه الأزمة وأسبابها . وندرك هذه التخبط العام – فردياً ، وجماعياً .
إن معظم المثقفين العرب ، اليوم ، في تبعيتهم شبه الكاملة لسياسة إجرائية يفرضها النظام أو التنظيم ، بحجة أو بأخرى ، يمارسون سياسة بلا ثقافة ، وينتجون باسم هذه السياسة ، ثقافة هي أيضاً بلا ثقافة . ومن هنا يشاركون في تثبيت العوامل التي تطمس الإبداعية في المجتمع ، ويؤكدون أن " المثقف " العربي ، اليوم هو الأداة المباشرة للقمع الثقافي . ومن هنا كذلك ، يبدو المجتمع كأنه هو نفسه مؤسسة مؤممة . ونرى الأزمة في أسوأ مظاهرها حدة ، حين نعي ، على الأخص ، كيف أن الطبقة السياسية في المجتمع العربي لا تتجدد عضوياً ، وبشكل ديموقراطي حي يعبر عن حاجاته وتطلعاته ، ويجسّد حيويته ، بتنوعاتها وتبايناتها جميعاً . وهذا مما يقود المجتمع إلى أن يتقلص في السياسة – السلطة ، وإلى أن تصبح هذه آلة قاهرة تمحو كل ما ترى ومن ترى أنه يعرقل حركتها . هكذا يعيش المواطن ، لا بوصفه كائناً أو كياناً حراً بل بوصفه " عضواً " في هذه الآلة .
التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9789933615109
سنة النشر: 2019
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 227
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 14x21

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون 7-10 أيام عمل

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين