قد يبدو هذا القادم من منتصف القرن التاسع عشر، ضيفاً خفيفاً... لقد رحلَ قبل أن يتمّ عامه الأربعين، شأنه شأن أبي تمّام وامريء القيس ورامبو وبدر شاكر السياب: هبط من القطار، في محطة نائية، بدون سبب واضح، ليُعثَرَ عليه بعد أسبوع، وهو في حشرجة الإحتضار.لكن الرجل كان ذا تأثير في...
قد يبدو هذا القادم من منتصف القرن التاسع عشر، ضيفاً خفيفاً... لقد رحلَ قبل أن يتمّ عامه الأربعين، شأنه شأن أبي تمّام وامريء القيس ورامبو وبدر شاكر السياب: هبط من القطار، في محطة نائية، بدون سبب واضح، ليُعثَرَ عليه بعد أسبوع، وهو في حشرجة الإحتضار.
لكن الرجل كان ذا تأثير في المشهد الشّعريّ والثقافي، بل في ظلّ تأثيره قائماً حتى اليوم، بصورة من الصوَر.
كتابه "حكايات الرعب والخيال" كان مفتتح أدب الرعب، والقصة البوليسية، والتوتّر النفسيّ، حتى أن شارل بودلير العَصِيّ نقله إلى اللغة الفرنسية.
كما أن عدداً من قصائده ظلّ خالداً، ومَعْلَماً في فن الشَعر، مثل "الغراب"، و"الأجراس".
صحيحٌ ان هناك مَن لم يعتبرْه شاعراً هامّاً، وأشيرُ هنا إلى وليم بتلرييتس الذي كان يرى في إدغار ألان بو، شاعراً مبتذَلاً (Vulgar)، وإلى البوسطنيّين التقليديّين، الذين ظلَّ بو يسخر منهم، مفضِّلاً عليهم، هنري لونجفِلو، الأكثر حريّةً...