الشعر لغة الروح وسجل الخلجات الوجدانية العميقة الغامضة في رحلة الحياة، بكل ما فيها من هموم وأوجاع ورؤى وتفاعلات، إنه سيمفونية كونية، وإن صيغت بكلمات مأخوذة من لغة الناس.وزمن الشعر لا يقاس بما اصطلح عليه البشر من أدوات ومعارف ومفاهيم، لأن له زمنه السري الخاص بكل شاعر... وما...
الشعر لغة الروح وسجل الخلجات الوجدانية العميقة الغامضة في رحلة الحياة، بكل ما فيها من هموم وأوجاع ورؤى وتفاعلات، إنه سيمفونية كونية، وإن صيغت بكلمات مأخوذة من لغة الناس.
وزمن الشعر لا يقاس بما اصطلح عليه البشر من أدوات ومعارف ومفاهيم، لأن له زمنه السري الخاص بكل شاعر... وما يموج في أعماقه من هواجس وأنواء.
وحديث الذكريات هنا ليس بوحاً خاصاً وحسب، ولا يكتفي صاحبه بالتعبير عن سيرة ذاتية معزولة، إنما هو أقرب ما يكون إلى منتدى جيل نطَّلع من خلاله على لمحات متناثرة من تيار واسع في حركة الشعر الحديث، لم ينفصل عن روائع التراث...
ولم ينغلق في قوالبه وأشكاله، بل احتفظ بصوته الخاص ملتحماً بهموم عصره ومآسي أمته وتطلعات جماهيرها، بدءاً من عبد الباسط الصوفي وعلي الجندي وخليل الخوري... حتى محمد منصور ورياض الصالح الحسين، مروراً بفواز عيد وممدوح عدوان ومروان الخاطر ونزيه أبوعفش ومصطفى خضر وفايز خضور.
جيل ولد في مخاض ثورة فلسطين الكبرى، إثر إستشهاد الشيخ عز الدين القسام، وعانى مرارة النكبة وهو في مطلع الصبا، ثم عاش أفراح الوحدة المغدورة، ليكتوي بنيران الهزيمة في حزيران.
وحديث الذكريات اقتصر على القرن العشرين، لأن إغتراب علي كنعان زاد عن عشرين سنة، وهو لم يشأ أن يكتب عن تلك السنين لأنه كان في حالة ملتبسة، خارج الموت والحياة، كما أن اللوحة لا تكشف عن أسرارها وتأثيراتها إلا من بعيد.