خضعت مواقف دراسة الأدب لأكثر من ثورة في نصف القرن الماضي. وكانت التغييرات في هذه المواقف على قدم وساق ولكنها لم تنتقل في الوتيرة والطرق المتنوعة نفسها التي اتضحت منذ بداية الحرب العالمية الثانية. ومن الصحيح أن الكتاب والنقاد قد عبّروا عن طبيعة الأدب على الأقل منذ أرسطو ولكن...
خضعت مواقف دراسة الأدب لأكثر من ثورة في نصف القرن الماضي. وكانت التغييرات في هذه المواقف على قدم وساق ولكنها لم تنتقل في الوتيرة والطرق المتنوعة نفسها التي اتضحت منذ بداية الحرب العالمية الثانية. ومن الصحيح أن الكتاب والنقاد قد عبّروا عن طبيعة الأدب على الأقل منذ أرسطو ولكن أصبح مفهوم "نص الأدبي" موضع شك خلال القرن العشرين.
إن المشكلة هي تحديد ما يمكن اعتباره "نظرية" وما يعنيه المرء بكلمة "أدبي" وهذه ليست مهمة سهلة أبدا. تصدى معظم النقاد والمنظرين بشجاعة لهذه المشكلة ولكنهم في النهاية استسلموا معلنين أن المسألة لم تعد مهمة على أية حال. ويقودنا بعض المنظين إلى استنتاج ان النظرية الأدبية غير موجودة حقا كفرع مستقل من فروع المعرفة. فثمة مجرد "نظرية" كما يدعي بعضهم وهي نظرية حول كل شيء ابتداء من الأدب إلى الحركة السحاقية، ومن البلطجة أو الهمجية إلى أفلام الرعب. ولكن بما أن هناك كتب عديدة تحمل "النظرية الأدبية" أو "نظرية الأدب" في عناوينها، فمن الواضح أن ثمة مجموعة من الأفكار يمكن تطبيق هذه المصطلحات عليها. وثمة نوع من أنواع النظرية يكون الأدب مركزها.