الشاغل الأول لكونراد في هذه الرواية يتعلق بالفتنة والخطر الأخلاقي الذي ينجم عن الإنغماس في الشؤون المحلية، فالقبطان توم لينغارد، وقبل سنوات عديدة من العمل الإستهلالي لحماقة ألماير، أنقذ أميراً مالاوياً وأخته كما عمل لمساعدتهما في إستعادة مملكتهما، ووليمز المتواري في...
الشاغل الأول لكونراد في هذه الرواية يتعلق بالفتنة والخطر الأخلاقي الذي ينجم عن الإنغماس في الشؤون المحلية، فالقبطان توم لينغارد، وقبل سنوات عديدة من العمل الإستهلالي لحماقة ألماير، أنقذ أميراً مالاوياً وأخته كما عمل لمساعدتهما في إستعادة مملكتهما، ووليمز المتواري في "منبوذ الجزر" يفضح سر لينغارد من أجل عناق فتاة محلية، والدلالة هي أن قوة الإرادة الخارقة للعادة وحدها يمكنها أن تبقى بعد أي تعامل مع المحليين أو تتغلب على الوهن الذي تواجهه، في المركز المتقدم للدغل أو القرية، وعلى نحو يتحرر فيه من رقابة الشرطي أو الجار الأوروبي، يكون الرجل الأبيض مهدداً بالإنهيار الأخلاقي.
الشاغل الثاني يتعلق بشخصية "المستبد الخيِّر" الدخيل، هذا المثالي الرومانسي الهش، فالقبطان لينغارد هو دخيل رومانسي من هذا النوع بأعمال إنقاذه، التي لا تمييز فيها، لعاثري الحظ وتحكمه الجليل اللطيف بحياتهم.
الشاغل الثالث المتكرر يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالشاغلين الأولين، ومن الممكن وصفه بأنه الخوف من الجمود وإنعدام الحركة، إنه التهديد بالعجز الجنسي أو الخطر المرتبط بالإنجاز الجنسي الذي يترافق بشكل متكرر مع الدغل الخصب في "حماقة ألماير" و"منبوذ الجزر"، وبعض أشد أوصاف الدغل قتامةً لدى كونراد تصاحب اللقاءات السرية للعشاق، لكن ما وراء الخوف الجنسي، وربما يرتبط به، هناك الخوف من عدم القدرة على القيام بالفعل الجنسي على الإطلاق.