لقد غشت عصور من الوحشية على نوازع الشفقة والرحمة التي فطر عليها السواء من الرجال والنساء. فلم تعدل الكنيسة إلا حديثاً عن الحكم على الأطفال الذين لم يعمدوا بالعذاب في الآخرة. والوطنية مذهب آخر يجفف ينابيع الإنسانية، ففي خلال الحرب العظمى الأولى قضينا على جميع الأطفال...
لقد غشت عصور من الوحشية على نوازع الشفقة والرحمة التي فطر عليها السواء من الرجال والنساء. فلم تعدل الكنيسة إلا حديثاً عن الحكم على الأطفال الذين لم يعمدوا بالعذاب في الآخرة. والوطنية مذهب آخر يجفف ينابيع الإنسانية، ففي خلال الحرب العظمى الأولى قضينا على جميع الأطفال الألمان تقريباً بالكساح. يجب أن نطلق العنان في نفوسنا لما فطرت عليه من الشفقة والرحمة، وإذا عرض لنا مذهب يتطلب إنزال البؤس والشقاء بالأطفال وجب أن ننبذه مهما كان عزيزاً علينا. والمصدر النفسي لمذاهب القسوة هو في جميع الحالات تقريباً الخوف، وهذا هو أحد الأسباب التي من أجلها أكدت بقوة ضرورة التخلي عن الخوف في الطفولة. فلنبحث في أصول المخاوف التي تكمن في النواحي المظلمة من عقولنا.