هل هناك أجمل من وجه امرأة لا تعرف الآن في هذه اللحظة، أنها الأجمل؟وهل هناك أجمل من وجه امرأة تزورها خيول أصوات أولادها وفراشات ضحكاتهم، فتمتطيها للحظات وتهجر المكان؟عندما عادت المرأة الشابة من شرودها السريع، شعرت أنها حضرت الآن بيننا، سقطت عن ظهر خيل عابر أبيض، أفلتت من...
هل هناك أجمل من وجه امرأة لا تعرف الآن في هذه اللحظة، أنها الأجمل؟
وهل هناك أجمل من وجه امرأة تزورها خيول أصوات أولادها وفراشات ضحكاتهم، فتمتطيها للحظات وتهجر المكان؟
عندما عادت المرأة الشابة من شرودها السريع، شعرت أنها حضرت الآن بيننا، سقطت عن ظهر خيل عابر أبيض، أفلتت من بين ذراعي غيمة، استبدلها الزمن بواحدة أخرى، ولدت الآن من جديد.
في كل مرة تمر ضحكة طفلٍ في صمت أمه، يولد من جديد، تولد من جديد، وهل للذاكرة والشوق والخيال والحلم والوهم والموسيقا، أدوارٌ أهم من إعادة الخلق اللحظي لهذا العالم المملّ ..!؟.
تسرح أم بأطفالها، تسرح عاشقة بعشيقها، يسرح راعٍ بخرافه، تسرحُ ذاكرةٌ بصورها، ويسرحُ عازفٌ بموسيقاه.
نسرح وكأننا "نحرسُ" أجمل ما نملك، نُجري له فحص صيانة دقيق، نضع الإصبع على نبض الزند والأذن على الصدر لنطمئن على حضوره، نبطّنه ببطانة الحب، ونفتح أمامه حقلاً أوسع ليركض.
غيرةٌ حلوةٌ تحركت في أحشائي، وأنا ألملم ما تطاير عن شرارٍ عيونها، وحمامٍ ضحكتها، وقلت في نفسي وأنا أودعها: "ليتني كنت في حقل شرودك الواسع، طفلاً من أطفالك، أو على الأقل مجرد شجرة يابسة منسية هناك ... ليتني !!"